تحدثنا كثيرا حول قيادة المرأة للسيارة تلك القضية التي لم يتم البت فيها حتى تأريخه ولم تحل على مدى عشرين عاما منذ أول دعوة للمطالبة بالموافقة على قيادة المرأة العاملة لسيارتها بدلا من الخلوة غير الشرعية فيما بينها وبين سائقها الأجنبي والذي تقضي معه المرأة السعودية ساعات أكثر مما تقضيه مع زوجها أو في بيتها ليلا أو نهارا على حد سواء وعلى مرأى ومسمع من الهيئة ومن أولياء أمورنا ومن كافة المسئولين بالدولة ويعتبرونه خطا أخضر ومقبولا رغم ما يشوبه من حرمة وما يؤكده الواقع الذي نعيشه ونلمسه بأنها خلوة غير شرعية بموافقة جميع أطياف المجتمع.. لكن تقوم الدنيا وتقعد ويتم القبض على الفتاة أو المرأة في حال كان السائق سعودياً ويعتبرونها في حال تلبس بجرم غير شرعي رغم أن الحالة واحد فكلاهما اجنبي بالنسبة للمرأة أو الطالبة من الناحية الشرعية.. هل هناك تخوف اجتماعي من طرح كل ما يتعلق بالمرأة ام هو الخوف على الكراسي؟.. في الحقيقة أصبحنا لا نعلم ماذا يحدث ولمصلحة من يحدث وكأنه لا يوجد لدينا عقول تتواكب مع الألفية الثالثة رغم أن الدين يسر وليس عسرا .. ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه .. فديننا الحنيف صالح لكل زمان ومكان ولا يقبل الجمود ، وما كان صالحا وميسرا للقرن الأول الهجري يستحيل أن يكون صالحا لهذا العصر .. وهنا نؤكد أننا لسنا ضد تطبيق شرع الله .. لا والله ابداً ولكننا ننادي بأن يتواكب الدين مع متطلبات العصر وظروفه .. فأيهما أفضل أن تقود المرأة سيارتها أم يقودها رجل أجنبي يظل في خلوة غير شرعية مع الزوجة أو الطالبة أو البنات ساعات طويلة يوميا والمجتمع يتفرج بل وهو يبتسم في سعادة وغبطة ولا يخجل أن يقول الوالد أن ابنته أو زوجته مع السائق بل وفي بعض الأحيان تظهر عليه علامات الفخر لوجود سائق خاص في بيته !! ومع ذلك وفي ظل هذا التخوف الشديد من قيادة المرأة للسيارة نتساءل ما هو المانع في ان يتم إنجاز شبكة مواصلات داخلية المترو المعلق على سبيل المثال وبأحدث وأرقى المستويات العالمية للقضاء على هذا التكدس الذي نعيشه في شوارعنا ونحتاج ل ( 2 ) ساعتين على الأقل للوصول إلى موقع لا يتطلب الوصول إليه بالمترو أكثر من ( 7 ) دقائق .. إن هذا المشروع الذي نأمل من الجهات المسئولة سرعة التخطيط له وإنجازه ليخدم الرجل والمرأة على حد سواء وتحدد فيه عربات خاصة بالنساء فقط كما هو معمول به في مصر الشقيقة .. إن المسئولية الكبرى نضعها في أعناق كبار المسئولين خاصة ونحن نشهد حراكا قويا لتوظيف المرأة السعودية في كافة الأعمال ويبقى العائق لديهن ( مين يودي ومين يجيب ) وفي النهاية الحل الموجود لدينا جميعا الخلوة غير الشرعية مع السائق الأجنبي والتي يباركها أهلنا جميعاً دون استثناء . إنني أناشد معالي وزير المواصلات بالعمل الفوري لتوفير حلول وخطط عاجلة وأخرى متوسطة وطويلة المدى للخروج من عنق الزجاجة وهذا التكدس غير المحتمل في شوارع المملكة وخاصة مدن الرياضوجدة والعاصمة المقدسة والمدينة المنورة وأتمنى على معاليه أن يخرج علينا بدراسات قريبة من الواقع وتلامس احتياج المواطن بدلا من التصريحات الرنانة التي لا تخدم مصلحة المواطن ولا مصلحة الوطن ولا بد من الاستفادة من التجربة المصرية وغيرها من التجارب خاصة المدن المشابهة لمدننا ولديهم حلول وأفكار رائعة منذ عشرات السنين ومن أمثلة ذلك تشابه مدينة لوس أنجلوس الأمريكية مع مدينة جدة في كل الظروف وتم التغلب على كل هذا العوائق بأفكار بناءة وحلول جذرية ... كما أن لدينا العديد من التجارب التي حلت مشكلة تكدس الشوارع بالسيارات والازدحام الشديد في جميع الأوقات من جذورها ببعض المدن العالمية مثل : كوالالمبور بماليزيا ومدينة لندن وأخيرا مدينة دبي .. فهل ستتواكب يا معالي الوزير مع كل هذه التجارب الناجحة لتريحنا من هذا العناء اليومي وهذا الجدل الذي لن ينتهي : هل ستقود المرأة العاملة السيارة أم لا؟. [email protected]