لا يخفى على أحد تعدد مُسميات وطرق الزواج ومنها المحلل شرعاً و المستنكر عُرفاً وعقلاً مثل المسيار الذي هو في حقيقة الأمر "جنسي بحت" وفيه استلاب للمرأة ، فالمسيار هو زواج يتم بين رجل وامرأة بإيجاب وقبول وشهادة شهود وحضور ولي ، على أن تتنازل المرأة عن حقوقها المادية من مسكن ، ونفقة لها ولأولادها إن أنجبت وعن بعض حقوقها الشرعية مثل القسمة في المبيت بينها و ضرّاتها وتكتفي فقط بأن يتردد عليها الرجل أحياناً . بمعنى عندما يطيب له الهوى ، و عندما يريد أن (يُسير) على (الزوجة المزعومة) المنسوبة له على الورق فقط ، ليقضي (ليلة حمراء من ليالي ألف ليلة وليلة ) مستترة باسم الدين وبعقد رسمي لا خلاف عليه . يسير الزوج على زوجته في أوقات الفراغ ولا يستقر عندها إلا لساعات ( ليقضي نزوة عابرة ويفرغ شحناته من الشهوة المكبوتة ) وبعدها يعود من حيث أتى وينهي عند عتبة بابها دوره المزعوم (كزوج) وبما أنني بصدد الحديث عن (الزيجات البهيمية) دعونا نرى مشهداً آخر من تمثيلية أخرى بطلها (تيس مستعار) يقضي ليلة مع (عروس مؤجرة) ليوم واحد وبعدها يطلقها ويطلق سراحها لتحل مجدداً لزوجها الأول . من غرائب السلوك الإنساني أنه هو الذي يصنع لنفسه القيود المؤذية ، وهو الذي يخلق الخرافة ثم يقدسها والكذبة ثم يصدقها ، والزيجة ثم يحللها . وأخيراً ... مسيار .. مسفار .. مطيار .. مصياف .. تعددت الأسباب والموت والفحش واحد .