بداية أهنئ معالي وزير الحج الجديد الدكتور بندر بن محمد حجار بالثقة الملكية وأن يكون فعلا الرجل المناسب في المكان المناسب سيما وهو يمتلك من الخبرة والمراس ما قد يكون خير عون له بتوفيق الله ، وبالمناسبة حينما شرع النظام الكامل لخدمات المعتمرين وزوار المسجد النبوي الشريف للقادمين من خارج المملكة وبرفقته اللائحة التنفيذية كان لنا يومها موقف وذلك بالعدد ( 2544 ) في 21 /9 /2000م من هذه الصحيفة تطرقنا من خلاله إلى بعض الملاحظات المهمة التي تجلت فيما بعد واتضحت للجميع وقلت يومها : يظهر أننا سنسمع كل يوم خبرا عن إضافة أو استثناء مالم يكن هنالك ضوابط أكثر حزما وشمولية وتستشعر وزارة الحج دورها الفعال والمهم في هذا الجانب وكأن الأمر لايعدو عن كونه ترشيحا واختيارا وفق معايير مادية قد يستعد بتلبيتها من لايفقه في هذا المجال أبجديات التنظيم وحدث بعد ذلك للأسف ماحذرنا منه آنذاك بالفعل وذلك بعد العمل الميداني الذي كشف أن تلك المعايير كانت دون أن تكوّن ولو الحد الأدني من دعم الضوابط المرتبة للعمل في هذا المجال. ايضا ما كنت قد اشرت إليه في مشاركات لي سابقة ومنذ سنوات عدة ومنها ماكان بالعدد ( 1969) وأنا أناقش موضوع ضرورة دمج شركات النقل في الحج ثم ماتبع ذلك من قيام مؤسسات خدمة حجاج الداخل وكان لابد من أن تتنبه وزارة الحج إلى أن العمل هنا يتطلب توافق وجهات نظر بين أكثر من جهة وفي أكثر من بلد ، ليكون ذلك مكملا للجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية للرقي بخدمات الحاج والمعتمر وأن تكون كل موسم أفضل من ذي قبل و لابد أن تعي جيدا دور مكاتب العمرة والحج وحجاج الداخل ودورها وأن تكون جادة في دعمها إذ انه من غير المعقول أن يكلف تأسيس المكتب أكثر من (مليون ونصف ) ريال سعودي ما بين ضمانات لجهات اختصاص وتأثيث مكاتب في الداخل والخارج ، وتوظيف الكوادر المؤهلة وتأمين عقود طويلة الأجل ثم يجد كل مكتب أنه ضحية لأخطاء سبق ان تناولناها تفصيلا لذلك ومما يؤسف له بقيت الوزارة تتفرج على الوضع ولا تنشط في سبيل معالجة السلبيات التي تظهر هنا وهناك بين فينة وأخرى، وكل همها الظهور الاعلامي وأن توقع الغرامة على الوكيل ، لتدفعه بالتالي إلى هاوية الخسائر مع أنه لاذنب له ، لن اعيد الكرة والتفاصيل لكن مادفعني للعودة للحديث هنا عن وزارة الحج ، لو ماتناقلته وسائل الإعلام عن رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة الاستاذ سعد جميل القرشي وانه قدم استقالته من رئاسة اللجنة لرئيس غرفة مكةالمكرمة التي تحتضن اللجنة والمسببة بأنه سئم من عدم تجاوب الجهات الحكومية وخاصة وزارة الحج مع اللجنة والاحداث المتداولة إعلامية داخل اروقة الوزارة وأذكر أنني قبل عشرة اعوام تقريبا تلقيت فاكسا بعد اطلاعه على العديد من المقالات يطلب مني التواجد في غرفة مكةالمكرمة ولكن للأسف حدد تاريخا لم تكن ظروفي يومها تسمح بتواجدي وقد اوضحت له أنني تعبت مع وزارة الحج ولا أمل في تعاونها ، مما اضطرني إلى رفع فكرة مشروعي الخاص بتأسيس هيئة تجمع تحتها جميع مؤسسات الحج والعمرة ورفعتها في بحث إلى مقام سمو أمير منطقة مكة يومها صاحب السمو الملكي الامير عبد المجيد بن عبد العزيز رحمه الله ، والذي بدوره خاطب معالي وزير الحج آنذلك ، ولكن على الأرض لم يحدث شيئا. الاستاذ سعد كان متحمسا وجادا ومخلصا وغامر وصال وجال واعلم من كثير أنه انفق من حسابه الكثير كي تتم مثل هذه الافكار الناجعة لكن ها هو في الاخير اضطر مجبرا أن يترجل عن رئاسة اللجنة ، لكن وهذا المؤكد لن يتنازل عن طموحاته وسيواصل طريقه الذي ينم عن صدق وولاء ووطنية تذكر له ولأمثاله فتشكر ، ونتمنى أن تدرك وزارة الحج انها مطالبة بالمزيد وبالجدية وباختيار الكوادر المتخصصة وضخ المزيد من دماء الشباب المتوهج بدلا من الشخوص المحنطة التي تمتلئ بها اركان الوزارة . وهذا وبالله التوفيق. جده ص ب 8894 فاكس - 6917993