الإنسان قبل البنيان شعار نسمعه كثيراً يطالب بهندسة الإنسان قبل هندسة العمران لأن الإنسان أعظم استثمار، بل هو الاستثمار الحقيقي لصناعة الموارد البشرية. تختلف البنايات في مظهرها الخارجي، لكنها تشترك في الأساسيات وهي التي تمثل الدور الهام في الجودة والقيمة تبدأ منذ الصغر من المنزل وتتوسع الدائرة على حسب حياة الشخص. من صنعوا الحضارة ونهضوا بالدول تمحور اهتمامهم حول الإنسان وما يريده الفكر الإنساني ونجحوا في تحويل العقول من جهلها إلى علمها وامتصاص غضبها لتحقيق حلمها وتكوين مجتمع يصنع أخلاقه ويتبنى مواهب براعمه لا يعرف إنسانية مهدورة ولا عقول مهجورة. يقول جورج برنارد شو: (إذا كانت لديك تفاحة وأنا لدي تفاحة وتبادلنا التفاحّ فلا يزال لكل منا تفاحة واحدة فقط، ولكن إذا كانت لديك فكرة وأنا لدي فكرة وتبادلنا الأفكار إذن فكلّ منا سيكون لديه فكرتان). بوسعنا الاعتناء بإبداع صياغة تفكيرنا وعمارة ذواتنا والاستماع لصوت صدى أفكارنا ثم التنفيذ على أرض الواقع, إن تقنية التفكير الإيجابي ليست تقنية لتحويل الإنسان إلى كائن أسطوري، بل تقنية برعت في إعادة هيكلته في جوانب كثيرة أهمها: الجانب الروحاني والجانب الاجتماعي والجانب النفسي والجانب البدني والجانب الثقافي لتميزه ويتميز بها وبتطورها تبنى إنارة العقول. بغض النظر عن التحديات والعثرات التي تملأ طرق تحقيق النجاح نستطيع صنع المعجزات دون الحاجة ليد العون للوصول للريادة فلتسقط أية حضارة وبنيان مجوفة لم تصنع الإنسان.