بعد أن وصلت لدينا نسبة البطالة ذروتها من الجنسين،وبعد أن بات المصير المجهول مُلازماً لأولئك الذين ذهبوا ضحية لسوء التخطيط الوظيفي وندرة الوظائف والتلاعب بها ظهرت بارقة أمل لهؤلاء الضحايا تحمل اسم"حافز" .. وهو ذلك البرنامج الوطني الذي أطلقته الحكومة لصرف مكافأة شهرية للباحثين عن العمل من الجنسين إلى حين الحصول على الوظيفة. ولكن وللأسف الشديد أصبحت ملامح ذلك البرنامج تلوح بأفق الظلام لأولئك الباحثين عن العمل فالاستفادة من حافز أشبه ب"حلم إبليس بالجنة". نظراً لتلك الشروط التي تم اقترانها بالبرنامج ولعل أهم تلك الشروط التي شّكلت هاجساً مُخيفاً لأولئك الباحثين عن العمل هو "توفر حساب بنكي"لتحويل الإعانه الشهريه إلى المستفيد،ونحن هنا نٌثمن هذه الخطوه كون فيها ضمان وصولها إلى المستفيد من ناحية ومن ناحية اخرى فيها استقلالية للجنسين في التعاملات المالية ولكن : كيف لعاطل وعاطلة أمضوا سنوات كثيرة في سِرداب البطالة،لادخل شهريا يتقاضونه سِوى بعض الريالات من أسرتهم وأهاليهم ومع هذا يُطلب منهم حساب بنكي وفي غضون فترة وجيزة .كيف لعاطل وعاطلة أن يمتلك حسابا بنكيا في حين أن بعض البنوك تشترط عليهم لفتح الحساب إيداع مبلغ مالي وصل لخمسين ألف ريال فمن كان يمتلك تلك المبلغ أعتقد أنه في غنى عن متاعب حافز .. لماذا لاتستفيد وزارة العمل من خبرات بعض الوزارات لتنفيذ آلية الصرف ؟! فوزارة الشؤون الإجتماعية مثلاً قدمت كل سُبل الراحة إبان إطلاقها برنامج دعم الضمان الاجتماعي لمستفيديها فقد تم التضامن مع أحد البنوك من أجل تخصيص حساب بنكي لكل مستفيد ووفرت عليهم عناء البحث عن حساب بنكي.لماذا لا تسمح وزارة العمل للمستفيدين من- حافز- بإرسال أرقام حسابات أقرباء لهم كالأب مثلاً أو الأخ أو حتى الزوج وتكون حسابات وقتية مع أخذ إقرار بأن الوزارة غير مسئولة عن أية مماطلة تحدث للمستفيد أو المستفيدة من أصحاب تلك الحسابات؟ ..لماذا لاتُنفذ وزارة العمل عملية صرف الإعانه لأولئك المستفيدين من البرنامج من خلال فروع مكاتب العمل المنتشرة في مناطق المملكه وليكن حلا وقتيا أيضاً بحيث لا يخسر المستفيد الإستفادة من البرنامج. الخلاصه: "حافز" هو برنامج إنساني وطني يا وزارة العمل يُساعد أبناء وبنات هذا البلد في توفير لقمة عيش كريمة إلى حين توفر وظائف مناسبة لهم،وهناك حلول ممكنة ومناسبة ومتوفرة دون اللجوء إلى تضييق الخناق عليهم.فيسروا لهم حافزا ولا تعسروه. [email protected]