تناقلت وكالات الأنباء والمواقع العلميَّة تسابُقَ كلٍّ من روسيا وألمانيا للتعاقد مع المخترع السعودي الشاب سعيد الزهراني، الذي لم يكمل بعد تعليمه الثانوي. فقد تمكَّن من تطوير طائرات حربيَّة مقاتلة وأخرى مدنيَّة، وتطويع طائرة تقلع وتهبط دون الحاجة إلى مدرَّج، كما أبدع في تصميم طائرة إسعاف لمساعدة المصابين في الحوادث ونقلهم للمستشفيات بسرعة. وهذا غيض من فيض لاختراعاته المتنوِّعة التي من بينها مغسلة مثاليَّة لليدين وشوكة ذكيَّة للمكرونة وكرسي آلي للمساعدة على أداء الصلاة وغيرها. يتساءل العديد ممن عرف بالخبر عمَّا إذا كان من حقِّ هذا الشاب على بلده أن تتبنَّاه وتصرف على أبحاثه وتنمِّي مواهبه وتصله بأقرانه من المتفوِّقين في بلدان كاليابان والصين وماليزيا وألمانيا ليضمَّ جهوده إلى جهودهم ويواكب معهم مسيرة الشباب في دورة العلوم، فلكلِّ زمن دورته، ونحن مقبلون على عصر جديد، مهَّدت له ثورة تقنية المعلومات والاتِّصالات. الشاب سعيد الزهراني ليس الأوَّل من المتفوِّقين ولن يكون الأخير. ففي بلدنا من الكفاءات والمواهب ما ينتظر نفضَ الغبار عن أبحاثهم ليحقِّقوا تطلَّعاتهم نحو مجتمع أفضل ينعم فيه الجميع بحياة أكثر رقيًّا وعطاء. في الأمس القريب، التقيت أستاذًا جامعيًّا من شبابنا يدير مركزًا متقدِّمًا للإخصاب ومعالجة العقم في البحرين، ولديه طموح في تقديم العون الطبي لمن يحتاجه من أبناء وطنه ويعوزهم المال لطلب العلاج. أطلعني على مقترحه المتمثِّل في إنشاء مراكز متخصِّصة في علاج العقم عن طريق استخدام التقنيات الحديثة في المساعدة على الإنجاب في كلٍّ من مكَّة المكرَّمة والمدينة المنوَّرة والدمَّام وحائل وجيزان. وأوضح بأنَّ المدينة المنوَّرة وحائل وجيزان تفتقر لمثل هذه المراكز، وأن طاقَّة ما هو متوفِّر في مكَّة المكرَّمة والدمَّام متدنية جدًّا وليس في قدرتها تقديم العون لأكثر من 250 دورة علاجيَّة في السنة، بينما يقدِّر معدَّل الطلب السنوي بنحو 1500 دورة علاجيَّة لكلِّ مليون نسمة. أتمَّ أستاذنا الجامعي دراسة احتياجاته الماديَّة والفنيَّة لتتمكَّن مراكزه المقترحة من تقديم دورتين علاجيَّتين بالمجان لكلِّ مواطن محروم تمامًا من الذريَّة، وما بعدهما من دورات علاجيَّة تقدَّم بالتكلفة الفعليَّة للخدمة. كلُّ ما يطمح إليه، توفير المساحة اللازمة لكلِّ مركز مقترح سواء داخل مستشفى قائم أو بناء مستقل، وميزانيَّة للسنوات الأولى تغطِّي قيمة الأجهزة والمعدَّات ونفقات التشغيل، وبعدها يتمُّ تشغيل المراكز تلقائيًّا بعد السنة الأولى من الإنشاء معتمدة في ذلك على العوائد من الحالات الخاصَّة. في تقديره أنَّ مشروعًا كهذا، يتبنَّاه خادم الحرمين الشريفين، سيسجَّل في صفحات حسناته التي لا تعدُّ. وقد ترك معي التماسًا يودُّ رفعه لأنظار جلالته، أودعه رئاسة تحرير صحيفة البلاد ليكون تحت طلب ولي الأمر، وفَّقه الله، وكتب خيرَ الأمَّة على يديه.