** في عهد ملكنا الصالح المصلح، خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، كانت الإصلاحات قولاً وفعلاً، وكان الخير والنماء والحياة الكريمة للإنسان السعودي، لقد صدقت ولله الحمد نوايا الملك العادل المحب لشعبه، فكان أن أعانه الله تعالى، ويسر له سبل نجاح أحلامه وتطلعاته، فها هي حوله هذه الكوكبة من المسؤولين الكرام، وقد فهموا ما يريد ويتمنى ملك البلاد العبقري الفذّ، فراحوا يتماهون بالخطط والبرامج في سموات من الإبداع والتألق لما فيه خير البلاد والعباد. ** وخلال هذا الأسبوع كنا مجموعة من كتاب الصحف المحلية نتحلق حول معالي وزير العمل، المهندس عادل فقيه، بدعوة كريمة منه عبر مكتبه، وبدأ معاليه متوثباً، متحمساً، متفائلاً، ويتحدث عن برامج وزارته الطموحة، في توطين الوظائف، بمنهج المسؤول، الذي يتكئ على (العلمية) وعلى الرقم والمعلومة، ومن خلال الخطة والبرنامج المدروس بعناية، وكان محور الجلسة حديثاً مستفيضاً أشبه بالحلم، ولكنه سيكون حقيقة واقعية بإذن الله، بين يدي الوطن، طالما كان هؤلاء هم رجال (عبدالله بن عبدالعزيز) ذلك القائد الملهم، المؤمن بأحقية أبنائه في حياة كريمة، فوق ثرى الوطن السعودي، لينعموا بخيرات وطنهم آمنين مطمئنين، شاكرين الله تعالى أولاً، ثم القيادة الرشيدة التي حملت همّ الوطن والمواطن، وجعلته نصب عينها، من منطلق إحساسها الكامل بمسؤولياتها. ** معالي الوزير فقيه، تحدث لنا في أمسية جداوية بحديث مليئ بالتفاؤل والبهجة، وكان الوزير واثقاً مما يقول تماماً، ويعي أبعاد المرحلة ومتطلباتها، ويفهم ما يريده رجل الأعمال من جهة، وما يتطلع له الشباب الباحث عن عمل من جهة أخرى، وما هي سبل التوازنات بين هذا وذلك، من خلال التأكيد القوي على اجتثاث البطالة، كهدف إستراتيجي مهم لبلادنا لا حيادة عنه بعد اليوم، من خلال سلسلة من الإجراءات العلمية العملية الواقعية، التي يمكن أن تكون قابلة للتطبيق على الأرض، دونما عشوائية أو قفز على حقيقة الخطوة خطوة المهمة في استيعاب كل البرامج الطموحة، حتى تكون الإجراءات واثقة، وذات قدرة على إنتاج المخرجات كما هو مرسوم له بشكل علمي، وحتى لا تتعثر على الأرض حال التطبيق. ** لم يكن الوزير عادل فقيه في تلك الليلة كلاسيكياً ولا بروتوكولياً، بل كان كما كنا نعرفه من قرب، فقد كان يشرح لنا مشروع وزارته واقفاً عبر لوحة إليكترونية تموج شاشتها برسوم بيانية، ومعلومات تعريفية عن مشروع نطاقات، بأسلوب الواعي بما يقول وكل ما يقول. ** سألناه كثيراً، وأجابنا أكثر، ولم نفطن للوقت إلا وقد أخذ منا قرابة الثلاث ساعات، فيما يشبه محاضرة علمية توعوية عن المشروع، تأكدنا بعدها أن بلادنا أمام (ثورة) إذا صح التعبير على البطالة، وأمام برنامج وطني مبارك يستحق أن نصفق له نحن السعوديين كثيراً وطويلاً، لأنه وبتوجيه وإصرار من ولي الأمر حفظه الله، قد عقد العزم على اجتثاث البطالة، لتكون بإذن الله وفي بحر سنوات قليلة قادمة شيئاً من الماضي. ** وأستطيع أن أقول عطفاً على ما سمعته من الوزير فقيه، إننا كسعوديين، قد نجحنا في التحدي، في تحدي واحدة من أهم عقبات ومعضلات المجتمع السعودي، الذي صحا ووجد أن أبناءه وبناته في قسم عريض منهم بدون وظائف، في بلد أنعم الله عليه بالخيرات، حتى إن ما يزيد على سبعة ملايين وافد صاروا يعيشون بيننا، يتقلبون في فرص عمل، كان ابن الوطن أولى وأحق بها، وأستطيع أن أقول إن زمن الملف العلاقي الأخضر، الذي سبب لنا عقدة، وإن طوابير الشباب الذين كانوا يقفون في الشمس يتسولون الوظائف قد انتهى. ** التحدي الآخر الجديد، أن يثبت الشباب السعودي جدارته، وأظنهم سيكونون كذلك، فقد بدأت أبواب الخير تفتح أمامهم، ليدخلوا منها زرافات ووحداناً إلى ميدان العمل، فقد عقدت الدولة العزم على استيعاب الجميع، في بلد الجميع، في بلد (عبدالله بن عبدالعزيز) الذي كان نعم المساند لكل مسؤول مخلص، يسعى لترجمة طموحاته حفظه الله، وفي الحلقة القادمة تفاصيل أكثر لما دار في لقاء الوزير فقيه. [email protected]