بدأ طالبو الوظائف عندنا يدركون أهمية تقديم "سيرة ذاتية" عنهم عند تقديمهم طلباً لوظيفة؛ و بدؤوا الحرص على إعدادها و تقديمها ضمن طلباتهم للتوظيف. لذا، يلزمهم التعرف على كيفية إعدادها بإتقان ..حتى مع اكتشافهم نماذج و أمثلة منها في عدة مصادر..بما فيها الانترنت. و هدف هذا المقال هو مساعدة مقدمي طلب الوظائف من الشباب والشابات عندنا على تعرفهم على طبيعة "السيرة الذاتية" و مكوناتها الأساسية..و ذلك لإعدادها بالشكل و المضمون المناسبين أثناء تقديمهم طلباً لوظيفة شاغرة.هناك مفاهيم معينة وأشكال وصيغ متعددة لكنها محددة لعملية إعداد السيرة الذاتية: أولها و أهمها أنها صورة موجزة عن المتقدم للوظيفة، و عن تاريخ عمله السابق حسب طوله او قصره.و المفهوم الثاني الملاصق لذلك هو أن السيرة الذاتية هي موجز لملف طلب التوظيف ذاته، أياً كان محتواه؛ و هي أساسا مرآة عن طالب التوظيف نفسه.. و ستفيد في مساعدة مسئول شؤون الموظفين في الشركة او الإدارة الحكومية التي يتم التقدم للعمل فيها..و ذلك قبيل الخوض في كامل محتويات الملف (و بأمل أن لا يميل ذلك المسئول إلى تنحية ذلك الطلب إلى الملف التالي..ضمن العديد من ملفات التقديم أمامه على سلة بريد "الوارد" القابعة على منضدته!) إن القاعدة الأساسية هنا هي الأمل في الجمع بين الإيجاز و الشمول؛ بين الوضوح و الرشاقة؛ بين الرغبة في جذب الانتباه و التشويق ..مع الحفاظ على "تسويق" المرء لذاته، دونما إملال مسئول التوظيف بما يدفعه إلى التحول سريعاً إلى ملف طلب التوظيف التالي! فمن المهم النظر إلى السيرة الذاتية بدورها الثنائي: 1. أنها مفتاح "سمسم" إلى العديد من أبواب التوظيف، إن كانت قد أتقنت؛ 2. كما أنها بمثابة الرفيق/الواسطة المساعد للحصول على "المقابلة الشخصية" المأمولة ..لكني اكرر: إن كانت قد أتْقِنت. فعلى المتقدم بطلب الوظيفة أن يراعي شكل و مضمون السيرة الذاتية التي أدرجها في ملف طلبه..متذكراً دورها شبه السحري..المنوه عنه في الفقرة السابقة. أما عن الشكل، فيحسن بطالب الوظيفة أن يراعي الشروط العشرة التالية أثناء إعدادها: 1. أن تكون السيرة رشيقة تجمع بين الإيجاز و الشمول: ينصح بألا تزيد عن صفحتين، و أن تطبع بشكل تبويبي جميل و رشيق. (فللمبتدئ، ستكون السيرة في حدود الصفحة الواحدة بطبيعة الحال)؛ 2. لا داعي لعنونتها بمسمى "السيرة الذاتية"..فالمعروف لا يُعرّف؛ بل يمكن، في المقابل، ترويسها بالاسم الثلاثي للشخص المتقدم؛ 3. اختيار النوع الجيد من الورق؛ 4. عدم تقديم عدة نسخ من السيرة..بل يمكن تجهيز نسخ مصورة حسب الطلب؛ 5. من رشاقة إخراجها عدمُ زحم طباعتها من الحافة للحافة؛ 6. لا لزوم لعرض كامل مراحل التعليم(الابتدائية إلخ)، و لا حاجة لذكر معلومات غير ضرورية لحظة تقديم الطلب، مثل رقم الهوية او رخصة السياقة، الخ؛ و لا ذكر أي مرض او طلاق او ترمّل؛..مع تحاشي الاختصارات غير المتعارف عليها، او المفردات الأجنبية؛ و أيضاً تحاشي أي استعطاف مثل الإشارة إلى كون المتقدم يعيل جدته الخ. 7. عند طلب صورة شخصية، يحسن أن تكون الصورة غير ملونة..إلا إذا كان ذلك مطلوباً؛ 8. عدم تحرير سبب إنهاء العقد او الوظيفة السابقة؛ 9. لا لزوم لتوقيع السيرة الذاتية ذاتها. و أخيراً، فإن عاشر وصاياي هنا هي: 10. الحرص كل الحرص أن لا يكون في ثنايا السيرة أي كشوط او تعديلات ..او (أي) غلطات إملائية، من أي نوع! أما مضمون السيرة الذاتية فيأتي بالطبع في أجزاء وأبواب، تشمل: المعلومات الشخصية الأساسية، كالاسم و العمر و الحالة الاجتماعية و أدوات الاتصال؛ ثم سرد المؤهلات..بدءاً بالمؤهل الأخير..ثم ما قبله إن وجد؛ ثم الخبرات العملية، متسلسلة بأثر رجعي؛ ثم سرد واضح لأي خدمات وظيفية سابقة(من..إلى) رجعيا ..بمسمى كل منها، مع وصف مقتضب عن كنهها، مع فترة العمل في كل منها؛ ثم الإشارة إلى إي لغات قد يلمُّ المتقدم بها، تحدثاً و كتابة و قراءة. و بالطبع، سيختلف مضمون السير الذاتية باختلاف الحالات و التخصصات و المناصب ..و ستتفاوت التفاصيل و العناصر ذات العلاقة الخاصة بطبيعة العمل و طبيعة الجهة المعنية؛ و لكنها في كل الأحوال يحسن أن تعد بما يكفي من المعلومات الأساسية..مع ترك تفاصيل بعض العناصر لتكون مادة (ومدعاة) لعقد "المقابلة الشخصية" ..و تشويقاً للمسئول المختص للترتيب لها. فيلزم تذكر أن السيرة الذاتية تشبه تقدم المرء للخطوبة، مما يمهد لتحديد موعد "المقابلة" للتعرف عليه عن كثب وعمق..او لصرف النظر عنه! و لذا لزم على المتقدم للوظيفة أن يعدّ سيرته الذاتية في شكل يجمع بين توضيح المعلومات العلمية و العملية الأساسية..مع تمهيده الحريص على الحصول على المقابلة الشخصية المأمولة. عميد سابق بجامعة البترول