هذا اليوم محطة للتأمل ومواصلة الانطلاقة في مسيرة العهد الجديد للمملكة السادسة التي تستكمل البناء وتعلي صروحه.. ويؤشر جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود باتجاه المستقبل وهو يحمل السعودية تفكيراً وأملاً ويعمل على ترجمته مسلحاً بإرادة السعوديين وحبهم لبلدهم وتجربتهم في خدمته.. والملك يحفظه الله يصحب هذا البلد الشاب الطافح بالطموح والذي يقدم 70% من أبنائه الذي يقف الملك في مقدمة اعمارهم. نحن أمام مملكة سعودية جديدة.. تعيد إنتاج نفسها وتوسع في مجالات ريادتها وتفكيرها وإطاراتها وقدراتها على التكيف في محيطها وبيئتها ومع العالم وهو الأمر الذي عقد قائدها العزم عليه.. حين جعله أولاً وقدمه رسالة وواقعاً وطموحاً على كل ما عداه. وحين تكون السعودية أولاً فإن ذلك يلزمنا ويرتب علينا ويكلفنا جميعاً على اختلاف مواقعنا ومواقفنا ورؤيتنا ومشاربنا وتعدديتنا أن نبقيه في المكانة التي وضع فيها وأن نحافظ عليها بحركة دؤوبة وعمل مستمر لا رجوع فيه ولا استرخاء أمامه. ما تحقق للمملكة من حركة ونقلة كبيرة واسعة وتحفيز باتجاه السير للأمام رغم قسوة الظروف المحيطة والمعطيات القائمة في الاقليم والعالم يدهش المراقب، فعلى الصعيد الداخلي أصبح خادم الحرمين الشريفين ملهماً ورمزاً للأجيال الطالعة من السعوديين الذين يحاكون تفكيره ورؤيته وطلعته، ويرون فيه محركاً وملهماً لهم للتقدم باتجاه العصر بخطى واثقة وسلاح من المعرفة الحديثة.. وفي مواقفه ودعواته افكار للشباب لمزيد من الحركة والانطلاق وفرصة للحوار وللتأمل والتجسيد مع تطلعاتهم ورغباتهم. وعلى الصعيد الداخلي أيضاً يؤمن جلالته بمملكة عربية سعودية قوية متكاملة متوازنة الخطى ما بين التنمية الاقتصادية والاجتاعية وتكون قادرة على أن تكون الحضن الدافئ لأبنائها والذين يحفظ كرامتهم بالعمل وحين يعطيهم الفرص المتكافئة ويضمن لهم المساواة في حقوقهم وواجباتهم ولهذا كانت رؤية الملك عبدالله تؤكد على المزيد من الاستثمار في الإنسان السعودي باعتباره أهم الموارد في بلد كبلدنا، وهذا يتطلب عملاً نوعياً ظل الملك يجعله في قائمة أولوياته. وعلى الصعيد العربي، لم ينكس خادم الحرمين ولم يتراجع، ولم يؤت من قبله وهو على ثغر من ثغور الأمة يدعو إلى رص الصف وإلى الوعي على التحديات وإلى مواجهتها بلغة العصر وعلومه ومعارفه، وإلى بناء التعاون الأعمق والأشمل وظلت المملكة العربية السعودية مع الملك عبدالله يرى في ترجمة الافكار والمشاريع إلى واقع ملموس تستفيد منه السعودية والأشقاء خير عمل لبعث الأمة وتقويتها. وسيكون لاحقاً مشاريع أخرى تجسد رغبة المملكة العربية السعودية ودعوتها الأصيلة إلى تعاون عربي مثمر يضع حجر الزاوية لوحدة العرب التي تأخرت والتي لم يحسن امتلاك أدواتها العملية بعد. وعلى المستوى العالمي ظلت المملكة العربية السعودية الرسمي والشعبي تحظى بتقدير مختلف دول العالم ومجتمعاته لوضوح موقفها ودورها ولمواكبتها ورغبتها في التعاون وتكيفها مع الصيغة العالمية البانية. ولهذا ظلت كلمة المملكة مسموعة ورؤيتها مقبولة، وحضورها مرحباً به، وظلت قادرة على الحركة والعمل في أصعب الظروف وأشدها تعقيداً لما تتمتع به من خبرة ومصداقية ولأن المملكة العربية السعودية لا ترفع الشعارات وتعمل عكسها ولا تبيع مواقف للاستهلاك السريع، فإن عملها الذي تبذله من أجل أمتها في المحافل الدولية ظل باقياً ويشار إليه كإسهام مميز. فها هو الملك عبدالله بن عبدالعزيز يلتقي مع أبناء شعبه الأبي ويلاقيهم ويشتبك مع التحديات من أجل أن يصلوا إلى أهدافهم، يأتي هذا اليوم وبلادنا أكثر استشراقاً للقادم من الأيام. إننا نقف داعين الله عز وجل أن يديم عليك رداء الصحة والعافية وأن يجعلك ذخراً لأبنائك أبناء هذا الوطن الغالي. مدير عام وزارة التخطيط متقاعد فاكس: 6658393