يخلط الناس في تعاملهم بعضهم البعض وربما نقصر في حق أنفسنا قبل الغير إذ يخوننا التعبير في التعامل مع من نحب خاصة سواء الزوجة أو الأبناء أو الوالدين أو الأصدقاء الأعزاء فيجد الانسان نفسه يعامل الناس بصورة مشتركة وهو لا يعلم . وهو بلا شك أن طبيعة الانسان تختلف أنماط شخصيته ما بين عمله وبين بيته أو أقربائه ولكل جهة لها خصوصية معينة في التعامل أو بالأصح نهج معين وإذا لم يفكر الانسان في ذلك ربما يخسر الجميع ولا يستطيع أن يكسب أحدا . وكثير من البشر يعتبر أن سلطته الوظيفية تجعله دائم الحصانة ضد أي تساؤل وضد أي تنازل وضد أي تواصل حفظاً لمكانته الوظيفية وربما يلبس دور المسؤول حتى في تعامله مع أعز الناس إليه ناسياً أن الأسرة هي التي تحبه وهو يبادلها نفس الحب ولكن لا يعرف كيف يعاملهم على أساس أنهم أحبة . وأعتقد أن من ضمن شروط التعامل مع من تحب أن تتنازل له عن أخطائه وتعفو عن زلاته وتحمل أخطاءه طبعاً بلا شك أن تحمل الأخطاء له سقفا معينا ولكن بوجه عام.. الحب يجعل الانسان مرنا ومتساهلا ومبدأ العفو يكون سمة من سماته وصفة يتصف بها أمام محبيه وسيجد الرصيد الكبير من المحبة تحيط أينما حل فهو استطاع أن يدخل قلوب الناس وبالأصح استطاع التعامل مع هذه القلوب فبادلته الحب وعلماً أنه صادق في قوله حينما يذكر كلمة الحب وهي حرفان آخرها حرف الباء الذي يجعل الشفتين تنطبقان على بعضها البعض وتشعر بحرارة حرف الحاء وهي تخرج من جوف الحلق فأنت كإنسان تحب نفسك فانظر كيف تعاملها وهو المطلوب منك ان تعامل من تحبهم .