" اللهم ان في تدبيرك ما يغنيننا عن الحيل، وفي كرمك ما يفوق الأمل، وفي حلمك ما يسد الخلل، وفي عفوك ما يحمي به الزلل، فتولنا اللهم بولايتك، واكرمنا بكرمك وعاملنا بحلمك، وبما أنت اهل له، واعف عنا بعفوك وليس بما نستحق" ." لأننا احترفنا الصمت حملونا وزر النوايا " هل نبحث عن نقطة نظام؟. ام حق علينا ان نطالب بحزم امرنا وتوجهاتنا المستقبلية، ولا نركن الى قلة ما فتئت تعيدنا الى عصور ما قبل الحياة، ومنهج "ما اريكم الا ما ارى"، او اختلاق الفوضى من اجل التراجع عن أي مشروع تطويري او تنويري، حتى في خضم المتغيرات الاخيرة من حولنا، التي اوجبتها سنن الحياة، والتغيير بارادة الإصلاح ورسم الاهداف الآنية وبعيدة المدى وصولا الى نوعية المستقبل الذي نصنعه بالرؤية الجماعية والاتفاق، لا يجب ان نعيش ثقافة مأزومة بسبب رؤى أحادية المنهج، بادعاء "سمج" ربما ثمنا لمواقف سياسية قديمة لم يصنعوها، بقدر ما يتاجرون بها اليوم، التعليم يحتاج رؤية وطنية بعيدا عن منهج الاقصاء والتشدد، رؤية حضارية انسانية، بالكاد يعلم بعض اطراف تشعباتها نفر ممن يصنعون خلافا مع وزير التربية والتعليم، ويزايدون عليها بصورة مبالغ فيه، واشك ان احدا منهم قرأ او درس الرؤية الايجابية لتطوير التعليم والحاجة الماسة لها والتي كتبها الدكتور احمد العيسى في كتابه " اصلاح التعليم في السعودية – بين غياب الرؤية السياسية وتوجس الثقافة الدينية وعجز الادارة التربوية " الذي اعتبره الدكتور غازي القصيبي – غفر الله له " اهم كتاب صدر في الشأن العام خلال العقدين الاخيرين " واعده احد اهم المراجع الرئيسة لمرتكز تطوير واصلاح التعليم، والعملية التعليمية اليوم فن هندسة المستقبل، وعلى كل من لا يريد المشاركة والتعلم ان يغادر قطار المعرفة والمستقبل، خصوصا اولئك المتشدقين بالوصاية على الامة، كثيرة هي المغالطات حول الاختلاف بما فيها استعداء السلطة على الوزير، والخلاف ليس بالضرورة يصل الى مراحل العداء، وذاك ديدن النبلاء، ولكنه مع بعضهم تجاوز القيم في سلوك الاختلاف ويكررون الاختلاط والاختلاط برؤى ممجوجة دون مراعاة حق الوطن وحق الفرد في العيش بكرامة بعيدا عن ذل السؤال، التاريخ يعيد نفسه بجماعات الضغط ومساعيهم نحو لجم عملية التطوير في التعليم العام بعدما خاض الاخير معارك طاحنة في مراحل مختلفة، بالمناسبة لم التقِ الوزير الامير فيصل قط، ولم اسع الى ذلك، ولكني اتابع اعماله، والمنهجية الوطنية المرحلية التي يقودها من اجل تعليم افضل، وهو لم ينته بعد من استكمال الخطط الاستراتجية الرئيسة، وهو رجل مرحلة ليتخطى التعليم العام التطرف والسكون، ثم مرحلة اخرى يكون فيه الوطن وحاجاته واحتياجاته عنوانا رئيسا للأمة، فالعلماء الاوائل من المسلمين اسسوا الرؤية الحضارية للحضارات المختلفة من حولنا، وبعضهم ركن اليها كما ارى، واكتفى، هل في الامر بقية من عصبية؟ وتفاعل غير محمود تجاه التطوير والتغيير، مخالفة لسنن الحياة ومراحل تطور التنمية الانسانية والمجتمعات، وكأنما " الخطيئة ضرورة بقاء " وحفلة الوان، بعضها صاخب فقط بدون معان للحياة التي استخلف الانسان على الارض ليمارسها بإتقان، ربما على لجنة الحوار الوطني ان تتبنى حواراً عمليا من اجل المجتمع والدولة مع كل الذين يقفون في شارع التاريخ بالعرض، من اجل بناء المستقبل ومؤسسات المجتمع المدني، هل تجد مخاوفهم قبولا؟ بالاستفتاء الشعبي لا اظن، تلك رؤيتي من زاوية اهتمامي بالمستقبل، واؤكد ان عملية اصلاح التعليم ليست دعوة الى التغريب، بل هي مأزق أممي يسعى اليه الكل من اجل المستقبل، ولكن التغريب يظل رؤية مزعومة وليست الحقيقة او جزء منها.