سعدنا كثيراً لما سمعنا من بعض الذين عادوا من مصر عن عودة السياحة إليها بعدما استقرت الأوضاع فيها، وقد استمتع من ذهب إليها وأجمع الكل على أن شعب مصر قد تغير وهدأت النفوس جميعها، فمصر تحمل على أرضها ثروات لا تقدر بثمن ولها تاريخ عريق وقد ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ".(فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ). ستظل مصر آمنة بإذن الله بمساعدة أهلها الكرام، وبعد تخريج أول دفعة من شباب الشرطة الذين يقومون بحماية مصر من كل حاقد ماكر، لن يفلح كل من يحاول زعزعة الأمن فيها. لقد توجت الكرامة رؤوس شعب مصر ومن مات من الشهداء، مات بكرامة، ومن عاش، عاش بكرامة. من لا يذكر المدرسين الكرام الذين تلقينا العلم على أيديهم في مختلف بلادننا العربية الغالية ستظل ذكراهم في ذاكرة وقلوب من تلقى العلم على أيدي هؤلاء الجهابذة الذين قاموا بتدريس مختلف العلوم ولمختلف المراحل الدراسية سواء كانت مدرسية أو جامعية، وشعب المملكة الغالية يحب مصر وأهل مصر، فمكة بلد الوحي هي قلب الدنيا ومصر أم الدنيا هي نبضها! مصر التي يتعايش على أرضها متبعي مختلف الديانات السماوية لا يستطيع أي زائر التفرقة بينهم إلا عند رؤيته دخول المسيحيين الكنائس والمسلمين المساجد لأداء الصلوات فبلادهم تحتويهم وأرضها تحتضنهم وسماءها تظللهم، ومن رحمة رب العباد أن جعل أحد أركان الإيمان الإيمان بالرسل جميعهم الذين بعثهم الله برسالاته وختمها بنبي الرحمة عليه الصلاة والسلام. علقت إحدى السيدات العائدات من بلد الكنانة بعد عودتها من رحلتها بأنها وجدت وجوه تكسوها القوة والثقة بالنفس ورأت من تنظر إلى الأزهر الشريف والكنائس التي يتعبد فيها المسيحيين ولم يقف لسانها عن التسبيح والشكر لله على نعمة أمن الأوطان والتي هي نعمة لا يعرف مقدارها إلا من فقدها، حمى الله البلاد الإسلامية والعربية والعالم كله من كل سوء وأقام عليها من يخاف الله ويتبع تعاليم دينه الحنيف ويتحمل عبئ الأمانة التي يحملها والتي سيحاسب عليها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. [email protected]