لا يخلو أي حي في أية مدينة من مدن المملكة من وجود مطبخ, أو مطعم مشويات، حيث نشاهد كثافة الدخان المتصاعد من هذه الأماكن تزكم الأنوف وتسيل اللعاب من رائحة الشواء، ولكن ما الأثر الصحي من تصاعد هذه الأبخرة والغازات للعالمين في المطبخ أو من القاطنين والمجاورين لهذه المطابخ، فعند طبخ اللحم المندي أو المشويات تتصاعد أبخرة وغازات تصل إلى عدة آلاف من المركبات الكيميائية أهمها أكسيد الكربون والنيتروجين تؤثر بطرق مباشرة أو غير مباشرة على الجهاز التنفسي عند استنشاقها خصوصاً في الأماكن المغلقة وغير جيدة التهوية، وتؤثر سلبياً على الجسم عندما تستنشق عن طريق الأنف إلى الرئتين، حيث يتحد مثلا أول أكسيد الكربون مع هيموجلوبين الدم طارداً بذلك الأكسجين، مما يؤدي إلى مخاطر تزيد بزيادة كمية الغاز المستنشق، ولكن عندما تلامس أو تختلط بالمأكولات وتذهب إلى الجسم عن طريق الفم إلى المعدة فليس لها أي تأثير ضار على الجسم، إذاً المشكلة تكمن في تلك الأبخرة والغازات المتصاعدة أو ليس من الممكن وضع (فلاتر) داخل تلك المداخن لامتصاص هذه السموم ؟ هذا ما نوه إليه في التقنية الحديثة الدكتور ياسر مدير عام مجموعة البيئة في لقاء إذاعي في برنامج البيئة والمجتمع بإذاعة البرنامج الثاني من فعالية هذه الأجهزة في امتصاص الدخان المتصاعد من جراء الشوي وتحويله إلى زيت أسود وقد حلل هذا الزيت الأسود بجامعة الملك سعود وورد في النتائج أن هذه الزيوت التي نتجت من تحول الدخان إلى زيت تسبب السرطان بمعنى إنها زيوت مسرطنة سؤال أوجهه إلى صحة البيئة.. فما ذنب القاطنين في هذه الأحياء لكي يستنشقوا هذه السموم بينما ينعم صاحب الطبخة بأكلة هنيئة. وما ينطبق على الدخان المتصاعد من جراء الشوي كذلك الحال بالنسبة للدخان المتصاعد من البخور خاصة أننا نعيش في صناديق مغلق داخل منازلنا حيث تتركز نسبة الاكاسيد المتصاعدة داخل المنزل لسو التهوية , كما ان البعض يضع المبخرة قرب انفه بحيث يستنشق اكبر قدر من الدخان المتصاعد وها اكبر خطاء حيث تمتص رئته اكبر قدر من المواد الكيميائية والتي لو امتصتها هذه الأجهزة المنوه عنها سابقاً لتحول الى الزيت الأسود المسرطن لذا أرجو من الجميع عند التبخير لا تحاول استنشاق الدخان المتصاعد من المبخرة . نعود مرة أخرى للمشويات أما الآثار الناجمة عن طريقة الطهي على محتويات الدهون خاصة إذا كان الشواء عاليا أي أن كمية الحرارة كانت عالية تؤدي إلى حرق السطح الخارجي للحم، لذا يجب أن يكون تناول اللحوم المشوية كالمبشور باعتدال وأن تكون طريقة الطهي متزنة حتى لا ينجم عنها أي آثار جانبية ضارة بالصحة، وتعتبر طريقة الشواء أكثر الطرق تخلصا من الدهون والشحوم والمصاحبة للحم بشرط ألا تستقبل هذه الدهون الذائبة في إناء الأرز وتؤكل معه فالبعض يقوم بشرب هذه الدهون الحيوانية ذات التركيز العالي كما يحدث في طبخة اللحم المندي يصعب على الجسم أكسدتها فتتراكم في أنسجته وتزيد نسبة الدهنيات الضارة في الدم وبالتالي تكون عواقبها وخيمة على المدى الطويل كما ينتج عنه لا قدر الله انسداد الشرايين فينجم عنه الذبحة الصدرية أو الجلطة القلبية أو الدماغية حيث نسمع بأن الرز قد طبخ بخير اللحمة أو يقال هذه المرقة كلها خير اللحمة، فأي خير تجنيه من هذه المصائب المفجعة . وقفة أيتها البيئة : فأمام شهواتنا نسقط صرعى لا حول لنا ولا قوة, والله المستعان . [email protected] أستاذ الكيمياء المشارك بجامعة أم القرى مستشار الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة