لا أعرف كيف أبدأ ومن أين وماذا أكتب وعن أي شيء ، الأفكار تتخبط والكلمات تتعثر و القلم يرتعد، الدموع تتساقط والصوت يتحشرج والذهول يخيم والقلب يبكي في فقيدنا الغالي محمد صادق دياب الكاتب والإعلامي الأستاذ والإنسان العمدة وابن الحارة مربي الأجيال ومعاصر الرواد وقدوة الأبناء، أكاد لا أصدق وأنا مؤمن بأن لكل أجل كتابا ، حبيبنا وصديقنا يموت وهو من يواسينا ويعزينا في فقد أحبتنا، حمل معنا بالأمس القريب قبل عام نعش شقيقتي الدكتورة سوزان بترجي وها هو اليوم نحمل نعشه على أكتافنا والله أعلم بالغد ماذا نكسب وبأي أرض نموت. لم يمت أبو غنوة رغم أننا لن نجد عاموده الذي يضفي السعادة على يومنا ،لم يمت أبو غنوة رغم إنني لن أتلقى رسائله الوجدانية التي كان يرفرف بها جوالي،ولن نراه بعد اليوم بعد أن كان لا يفارقنا لحظة و لن نحظى برفقته بعد أن كانت معظم رحلاتنا وأسفارنا تحلو به وتفعم بحيويته ونشاطه ، لمْ ولنْ يَمت العمدة فهو في قلوبنا ووجداننا، بلمساته وحركاته وخلقه وإنسانيته، بحروفه وكتابته، بكتبه وقصصه ومقالته. هكذا يترجل الفارس ببساطة ،يغادر بعيداً ويتركنا وحدنا نصارع الحياة بعد أن هزمته في أول معركة حقيقية فجأة دون سابق إنذار،وأنا الذي كنت قد خططت للاحتفال به ليكون الإجتماع الأول بعد عودته سالماً وبعد آخر لقاء قبل مغادرته للعلاج وأعلن عن عودتها بعودته ، لم أحسب لهذا اليوم ولم أفكر فيه مطلقاً وهي سنة الله في خلقه فلا نُغضب ربنا ولا نقول إلاّ كما قال أشرف خلق الله سيدنا وحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام "إنا على فراقك يا أبا غنوة لمحزونون" إصطفيته واخترته دون عبادك لتتوفاه مبطونا صابرا وغريبا بعيدا عن وطنه وأهله وأحبته لتكتبه في سجل الشهداء بإذنك ورحمتك ومشيئتك ، فاللهم أعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا واجعل قبره روضة من رياض الجنة . اللهم جازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا ، اللهم واجعل مأواه الجنة وأسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاَ فاكس 6602228 02