من خلف حجب واستار وموانع تردد صوت العقيد المناضل ملك ملوك افريقيا في الاونة الاخيرة ضد شعبه وارادته، واتهمهم بتعاطي الممنوعات والتعامل مع الغيبيات والشعوذة، وطالب الشعوب الغربية بالانقلاب على انظمتها المستبدة التي تهاجم معقله، يعارض شعبه وارادة المجتمع الدولي الذي بدا حذرا في التعاطي مع الازمة الليبية استنادا الى مأزق العراق الذي لم يستطع بعد ان يستكين منذ اوائل التسعينيات، العقيد بقي وسيظل يعتقد وحيدا انه الحاكم المطلق، سيد القرار، سيد الشعب، وسيبقى يعتقد انه افضل خيار واختيار للشعب الليبي .. اللهم ذنوب الشعب الليبي تحت رحمتك فاجعل عقيدهم رهين ارادة شعبه، لا فرق بين صدام العنيد – رحمه الله بما فعل - بإيعاز غير بريء فهمه بطريقته الخاصة حتى سقط في وحل تمزيق وطنه، ومعمر المتسلط الذي اراد لصور الاحتلال العالمي بعد درس العراق البليغ ان تستبدل قناعاتها، واساليبها بأخرى تسيطر فيها دون وجود على الارض، العقيد لم يكن مناهضا للإمبريالية والظلم العالمي – كما ادعى دائما، لانه لم ينفك يستخدم نفس ادواته، حتى وان كانت بدائية في التفكير والتعاطي مع المتغيرات الداخلية في ليبيا، والاقليمية عربيا، ولكنها لم تسعفه في البقاء قائدا للثورة، وابا لكل الليبيين، وسيترك وطنه عرضة للتمزق وربما الوصاية. في البداية نسي الرئيس - مع كامل احترامي - المصري حسني مبارك ابجديات العمل الوطني والسياسي والنضال، وترك حبل الفساد يرفل في الشارع حتى اضطر الى مغادرة منصبه مكرها، وهو اول من فكر في الخلود استنادا الى الارث الفرعوني، حتى كرت مسبحة السقوط، في ليبيا كل ما اخشاه ان يستمر امد بقاء النظام، واراقة الدماء، وسقوط المزيد من الضحايا استنادا الى قرار مجلس الامن الذي يقرأ من زوايا مختلفة، ربما ليس من بينها حقن دماء الليبيين، وفي اليمن صراع من اجل المصالح قبل البقاء، حجم الاسلحة التي يتداولها الاعلام الموجودة بين اطراف الصراع يدعو الى الخوف والهلع، الرئيس السوري هو الوحيد الذي شخص واقع ازمة الثورات العربية بشكل لافت، ولكن النظام اتجه بعيدا في حلولها والتعامل معها، ويتزايد سقوط الضحايا ومايزال للعالم العربي نقاط ساخنة في وضع سكون مؤقت، اللهم انظر بعين لطفك للعالم العربي .