رشا ووالداها في غاية الغضب من موقف زعيم سياسي كانوا سيعطون حزبه أصواتهم في الانتخابات القادمة التي يسعى حزبه لتقديم موعدها على أمل العودة إلى حكم أسبانيا. تقول رشا إن السنيور ماريا خوسيه أثنار قد فقد الكثير من رصيده عندما كتب لصحيفة ذا تايمز البريطانية " نحن نتقاسم مع إسرائيل المخاوف نفسها من الراديكالية الإسلامية والجهاديين ومن تطلعات إيران النووية "، وعلق على تعرض إسرائيل لأسطول الحرية وسقوط العديد من القتلى والجرحى بقوله " إنه في العالم المثالي لم يكن لينتهي الهجوم الإسرائيلي على سفينة مرمرة بمقتل تسعة وإصابة الكثيرين بجروح، في العالم المثالي لم تكن أية دولة وخاصة إذا كانت حليفة لإسرائيل مثل تركيا لتقم بتشكيل أسطول الحرية الذي كان هدفه الوحيد إجبار تل أبيب على التخلي عن سياستها الأمنية ورفع الحصار البحري عن قطاع غزة"، وذلك بمناسبة الإعلان عن مبادرته تأسيس جمعية أصدقاء إسرائيل في سعي إلى إضفاء صبغة غربية على إسرائيل وتحويل مسألة الدفاع عن نفسها إلى حق مشروع، وقد تمكنت هذه الجمعية من جذب ما يزيد عن ألفين وأربعمائة شخصية من بينهم البريطاني ديفيد تريمبل الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 1998 وعضو لجنة تقصي الحقائق التي شكلتها إسرائيل للتحقيق في الهجوم على أسطول الحرية، وجون بولتون السفير السابق للولايات المتحدةالأمريكية لدى منظمة الأممالمتحدة، وأليخاندرو توليدو الرئيس السابق لبيرو، والوزير الأسباني السابق كارلوس بوستيلو. ويتساءل والد رشا عما إذا كان الرئيس أثنار يرى في إسرائيل امتدادا للإتحاد الأوربي، وإذا كان هذا ما يراه فقد أصاب، فرأي أثنار هذا هو اعتراف منه بأن إسرائيل جسم غريب زرعه الغرب في صرة العالم العربي، وبالتالي لا شرعية لوجوده في قلب العالم العربي، ولا بد وأن يزول عاجلا أو آجلا. ويبين والد رشا أن ما يقوله ليس من بنات أفكاره وإنما من تقرير سري لوكالة الاستخبارات الأمريكية السي آي إيه سُمِحَ لعدد مختار من الشخصيات بالإطلاع عليه ومن بينهم المحامي الدولي فرانكين لامب Franklin Lamb الذي أدلى بمضمونه لقناة برس التلفزيونية. في التقرير أن مشروع قيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل لم يعد قابلا للتحقيق، ولا مناص من الابتعاد عن حل الدولتين والتوجه إلى حل الدولة الواحدة لكونه النموذج الأكثر قابلية للحياة إذا ما قام على أساس المبادئ الديمقراطية والمساواة الكاملة بين جميع المواطنين منهيا شبح الفصل العنصري الاستعماري الذي يقوم عليه حل الدولتين، وأن إسرائيل لن تكون موجودة بعد العشرين سنة القادمة لتوقع نزوح مليوني إسرائيلي إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية ومليون وخمسمائة ألف إسرائيلي إلى روسيا ودول أوربية عديدة خلال الخمس عشرة سنة المقبلة، ولتوقع عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وأن التاريخ سيسجل نهاية الحلم بأرض إسرائيل عاجلا أو آجلا على غرار ما سجله يوم زوال الفصل العنصري في جنوب أفريقيا ويوم انهيار الإتحاد السوفيتي ، وختم المحامي لامب تعليقه على تقرير الاستخبارات الأمريكية بقوله إن أكثر من نصف مليون إسرائيلي يحملون جوازات سفر أمريكية، وأكثر من ثلاثمائة ألف إسرائيلي يعيشون فقط في ولاية كاليفورنيا ، وان من لم يحصلوا بعد على جوازات سفر أمريكية أو أوروبية من الإسرائيليين قد أخذوا في طلبها، وبالتالي يستطيع القول بأن الجماهير الإسرائيلية قد أخذت تضع أياديها على الجدار. تؤيد والدة رشا ما ورد في التقرير وتقول بأن الرئيس أثنار كان على حق وهو يتوج مقاله للصحيفة البريطانية بأنه "إذا سقطت إسرائيل سنسقط جميعا"، وبالتالي فهو يسبح ضد التيار ليحول دون ضياع الحلم، وفاته أن الله يمهل ولا يهمل، وأن الفلسطينيين وقد أرادوا الحياة فلا بد أن يستجيب القدر. مدريد