جاءت أحداث زلزال اليابان لترسم أمام العالم صورة سوداوية لما يمكن أن يقع في أية بقعة من الأرض،و جعل من الدول ذات الطموح النووي تفكر ألف مرة قبل الشروع في التفكير في بدء تنفيذ مثل هذه المشروعات غير المحمودة والآمنة العواقب، ولم يكن ضرر اليابان الأكبر في تدمير منشآتها وبنيتها الحضارية فقط بل تعدى ذلك إلى خطر الاشعاع النووي الذي أضر بالبشر و الحجر والماء و التربة والهواء حتى أصبحت اليابان دولة موبوءة بهذا الإشعاع،كما أصبحت كل منتجاتها الصناعية والغذائية والزراعية والحيوانية و حتى البشرية محظورة التصدير للخارج. و لرب ضارة نافعة فلقد أخذ المختصون في التخطيط يعقدون المؤتمرات تلو المؤتمرات لأخذ العبرة والعظة و قد استخلص العلماء عدة ملاحظات كانت جديرة بالدراسة منها: إن المفاعلات النووية غير محبذ لها القيام في مناطق تقع ضمن الحزام الزلزالي حول العالم كما أن اقامتها بالقرب من الشواطئ هو خطأ مركب لا نعلم كيف غفل عنه المختصون اليابانيون الذين عرف عنهم الفطنة والذكاء،وأصبحت الكثير من الشعوب تقيم الاحتجاجات تلو الاحتجاجات مطالبة بعدم رغبتها في التقنية الذرية النووية لأن شرها أكبر مما تعود به من الفوائد على مناطقهم مما جعل الخليجيين بالذات يشعرون بالقلق و الفزع وهم يرون أن مثل هذه المنشآت قد أقيمت على مرمى حجر منهم.وفي مناطق تقع ضمن حزام الزلازل المحيط بالشرق الأوسط الأمر الذي يستوجب تكثيف الجهود السياسية للحد من انتشار مثل هذه المفاعلات و التي لو وقع لها مثل كارثة اليابان لا قدر الله لأتت بأفدح الضرر على شعوب هذه الدول. إن على هذه الدول أن تبحث عن البدائل في الطاقة المتجددة و تشجيع البحوث غير النووية لتوفير الطاقة و من ضمن هذه البحوث المعملية ( بحوث نظائر الهيدروجين ) وهي بحوث واعدة لتوفير الطاقة لا تقل أهمية عن البحوث الذرية و يمكن للمتخصصين في هذا المجال من خبرائنا شرح هذه البدائل و ما تعود به من خير على شعوبها بعيداً عن الآثار السلبية للاستخدام النووي الشديد الضرر. إن نظائر الهيدروجين هي طاقة جبارة تدخل فيها الكثير من العناصر الطبيعية غير المشعة و هي طاقة متجددة و صديقة للبيئة فهل نرى مثل هذه المشاريع في دول المنطقة؟؟ أمنية نتمنى على حكوماتنا الأخذ بها والعمل على تشجيع و دعم البحوث في مجالاتها المتعددة. حمى الله منطقتنا من شر كل مكروه وقفة إذا كنت في نعمة فارعها فإن المعاصي تزيل النعم وداوم عليها بشكر الإله فإن الإله سريع النقم [email protected]