دائما وأبدا نحمد الله على ما أنعم سبحانه علينا بقيادة حكيمة مؤمنة تتقي الله في وطنها وشعبها وتحكم بما أنزل الله من شريعة الإسلام. وطن ينعم بالأمن والأمان والاستقرار والتلاحم وننعم فيه بالحياة الكريمة حياة العزة والكرامة . قال تعالى" وأما بنعمة ربك فحدث". نقول بملء فينا وبكل يقين نعم الله علينا ، إن تلاحمنا يعز وجوده في كثير من بلاد العالم مهما حاول الحاقدون والمغرضون ومروجو الفتنة أن يدسوا السم من خلال خيالاتهم المريضة ونفوسهم المريضة بأن ما حدث في عدد من الدول العربية ستمتد رياحه ، وهؤلاء واهمون بقصر نظرهم وتصوراتهم المريضة ، لأنهم لا يحسنون قراءة طبيعة هذا البلد الطيب ومنهاجه والأبواب المفتوحة والتناصح والشورى وعمق التلاحم والترابط الذي هو بعد فضل الله ركيزة الجسد الوطني خلف قيادتنا الحكيمة حفظها الله ، والتي ترعى شعبها الوفي في طموحاته وتطلعاته وتغذي الوحدة الوطنية وروح الحوار الوطني. لقد قرأنا بيان وزارة الداخلية بشأن من يحاول الالتفاف على الأنظمة والإجراءات المتبعة بشأن منع التظاهر أو الاعتصامات باعتبارها مخالفة لتعاليم الشريعة السمحاء ومناقضة لمبدأ الحوار ولسياسة الباب المفتوح التي تميز هذا الوطن ، كما قرأنا بيان هيئة كبار العلماء الذي جاء وافيا شافيا في مضامينه وبما حث عليه الدين الحنيف في الحفاظ على الجماعة والتعاون على البر والتقوى وتحريم شق الصف والتناهي عن الإثم والعدوان ، ونحمد الله على ما تتمتع به مملكة الخير والانسانية من اجتماع كلمتها وتوحد صفها على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في ظل قيادة حكيمة لها بيعتها الشرعية أدام الله توفيقها وتسديد خطاها. إن المحافظة على الجماعة كما أكد البيان ، هي من أعظم أصول الإسلام، وهو مما عظمت وصية الله تعالى به في كتابه العزيز، وعظم ذم من تركه، يقول تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون) وهذا الأصل الذي هو المحافظة على الجماعة ومما عظمت وصية النبي الكريم به في مواطن عامة وخاصة، ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: "إنه ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان" ولا شك أن ما ورد في بيان هيئة كبار العلماء من تأكيد على أهمية التعاليم الإسلامية وما تدعو إليه من بذل كل أسباب اللُحمة وتوثق الألفة وتحذر من الفرقة والشتات الذي يؤدي الى التناحر ، وهل نحتاج الى دليل أكثر جدية في دروسه مما تشهده بعض الدول الشقيقة من الفوضى المروعة والفتنة وغياب الأمن وتعطل الحياة وتعلو الصيحات طلبا للأمن والاستقرار ووأد الفتنة ، ويؤلمنا كثيرا تلك الأحداث وندعو لهم بما يرجونه من استقرار ، أفلا يدعونا كل ذلك إلى المزيد من الوعي واليقظة والتدبر شاكرين لله أنعمه بتعزيز وحدتنا الوطنية وأمننا وتلاحمنا والانتباه جيدا إلى الغوغائيين ومن يحاول التحريض أو خداع بعض ضعاف النفوس أو الذين قد يغرر بهم ويجنحون عن جادة الصواب. والله تعالى نسأل أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه، وأن يجمع كلمتنا على الحق، وأن يصلح ذات بيننا، ويهدينا سبل السلام، وأن يرينا الحق حقاً، ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً، ويرزقنا اجتنابه، وأن يوفق ولاة الأمر لما فيه صلاح العباد والبلاد. حكمة: قال عليه الصلاة والسلام: "يد الله مع الجماعة" للتواصل 6930973 02