هذه الأيام برغم ثقل أحداثها وقسوة بعضه، إلا ان الإعلاميين المتخصصين أمثالي يجدون فيها ما يساعد على الابتسام من ناحية ويجدر ملاحظته من جانب آخر. فقنوات التلفزة الفضائية غير الحكومية في اليمن في معظمها تأخذ على عاتقها تبني الصورة السلبية ونقل الأحداث المعارضة وكلمات الغاضبين لشيء أو لا شيء. وبسبب التسابق على أكبر شريحة من المشاهدين تمعن كل واحدة بالتفرد سواء عن طريق تثبيت صورة معينة أو خبر أو مصدر يورد معلومة غير دقيقة وحتى لا يصححها ولو ورد تصحيح لها فهم يتحدثون عن التصحيح في حينه ثم يستمرون في ايراد المعلومة الخاطئة وكأن ذلك لم يغير من الأمر شيئا. ولتزيد التسلية وتستحق الملاحظة نشاهد القنوات المحلية وهي فضائية أيضا لكنها باسم الدولة ، فلهذه القنوات حكاية أخرى. فهي في أغلب ما تورده عكس الفضائيات الأخرى. فقنوات الحكومة الرسمية تعيش في حالة الإنكار فهي لم تر ولم تسمع ولا يحدث شيء كي تنقله سوى الاستنكار والاستغراب حتى لو وصل الى بابها. وعندما كانت الأمور تزيد عن حالة الادعاء بعدم وجودها تبدأ حالة اعتراف صغيرة بحدوث امور قليلة انما هي تحت السيطرة ولا يجب ان يكون هناك قلق فكل شيء بخير وأي شيء آخر هو معتاد ومألوف من مجموعات مرتبطة بعصابات أو واقعة تحت تأثير المخدرات.وهكذا دواليك قنوات ضد تلك الأنظمة الرسمية ولو عرفت حقائق تبرر بعض اخفاقاته وتكشف أيضا مكتسباته وانجازاته، مستندة الى غياب الرد الاعلامي الرسمي المتوازن والناقل الموضوعي للحقائق مهما كانت مرارتها. أتذكر عندما كانت وسائل الاعلام المحلية قبل الوحدة في اليمن، تعلن النفي الرسمي للتحرشات الواقعة في بعض المناطق، نعرف نحن الاعلاميين أو الناس أنه عندما تحدث مشاكل يتم رسميا كالعادة نفي حدوثها. ولم تكن هناك أي مصادر أخرى للمعلومات غير القنوات الرسمية والسكان في المنطقة الواقعة تحت طائلة الاحداث اذا تمكنا بشكل شخصي من الاطلاع على المعلومات منها.المهم حاليا هناك خطان للمعلومات يمنع على أي مهتم بالحقيقة أن يستند على واحدة منها دون العودة الى الأخرى. عنزة أم طيرا؟: القنوات في الجانبين بحالتها الراهنة يصر كل منها على وجهة نظره حتى لو جانبت الحقيقة وجانبت ماتراه بعينها، وكأنها حرب اعلامية.أو كما قيل في الأمثال العربية القديمة، عنزة ولو طارت تعبيرا عن ذلك الشخص الذي أصر أن الطائر الذي رآه من بعيد هو عنزة فقالوا له انها طير، وظل ينافح حتى طار فقال ما صار بعدها مثلا شهيراً "عنزة ولوطارت".لو تمتعت الوسائل الحكومية بالعقل ووفرت المعلومات مكتملة ثم وضعت وجهة نظرها، لسدت كل باب للأخبار المنفعلة. [email protected]