يستقبلُ شعب المملكة العربية السعودية الأبيُّ قائده ورائده ووالده الذي أحبه بكل شوق طال انتظاره .. هذا الأب الذي ترك في فؤاد كل موطنٍ مسحة حبٍ وعطفٍ ولمسة حنانٍ وشوقٍ طالما انتظرناه بفارغ الصبر. وكُنا فترة غيابه عنّا في لهفٍ وحيرةٍ من أمرنا.الملك عبدالله بن عبدالعزيز رعاه الله له مكانة مرموقة في نفوس أبناء المملكة أحبهم فأحبوه وبادلوه الثقة بالوفاء. والحب بالعطاء. والعطف بالحنان. والظمأ بالماء. يحضرني هنا قولُ الشاعر: كأن الناس حين تغيبَ عنهم نباتُ الأرض أخطأه القطارُ الملك عبدالله بن عبدالعزيز أطال الله بقاءه دخل قلوب شعبه ويتربع على أفئدتها. أحس هذا الشعب في مليكه الشفافية والطيبة والوضوح والوفاء والرحمة فأقبل عليه هذا الشعب بكل ثقة ومصداقية. فالوفاء بالعهد هو سمة هذا الشعب الأبي منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود طيّب الله ثراه مؤسس وحدة هذا الكيان، هذه اللحمة الوطنية السعودية التي نرى عليها شعبنا اليوم والتي نعيش أدوارها. بذر بذورها وجدد عهودها باني نهضتها الملك عبدالله أيده الله. ويحضرني هنا ما قاله الشاعر: ولا فضل لي فيما أقول وإنما أياديه عندي السن تكلمَ طالما انتظرنا عودته إلى وطنه سالماً غانماً معافى مستبشراً بلقاء أبناء شعبه الذين تعلقت قلوبهم بمليكهم فترة العلاج. وتواصل حفظه الله ، فطمأن الكثيرين وبادلوه الشوق بالدعاء والعطف بالثبات، لقد أعاد الملك عبدالله حفظه الله ميزان الاعتدال في منطقة الشرق الأوسط بما له من مكانةٍ وحبٍ ووسطية .لقد حقق الملك عبدالله اقتصاداً عالياً لبلادنا كما حقق الكثير من المشاريع التنموية، فأدخل العديد من الإصلاحات في نظام التعليم والابتعاث الخارجي، فحقق بذلك حقوق الإنسان. وحقوق المرأة السعودية. لعب الملك عبدالله دوراً مهماً في محاربة الإرهاب ومقابلة الفكر بالفكر فأوجد أسلوباً جديداً في المجتمع السعودي وهو أسلوب الحوار. طالب حفظه الله بتعميمه بالوسطية والاعتدال واستخدامه في كل عملٍ ننشده في الإصلاح وإزالة التراكمات المختلفة. حقاً هذا هو الملك الذي تحسُ بوجوده بالأمن والرخاء والعطفِ والطمأنينة، ولا تجد تكلفاً في لقائه أو التحدث إليه. لن ننسى نحن أبناء (جدة) تواصل الملك ومشاركته الفعلية همومنا في أحداث سيول جدة الأخيرة حيث كان رعاه الله يعملُ موجهاً ومنقذاً ومنصفاً فترة تواجده على السرير الأبيض للنقاهة، لا ينسى هذا الشعب هذا الشعور الأبوي الذي غمره بالسعادة، ذلك التواصل والحب ومد يد العون للأهالي في مدينة جدة. لاشك شملتهم رعايته واهتمامه المعهود في شخصه حفظه الله. هذه المبادرات من المليك لأبنائه لا تُقدر بثمنٍ، فهذا الشعب دائماً ما عوّد حُكامه بالولاء والوفاء ولا يسعنا إلا أن نتوجه إلى الخالق البارئ أن يحفظه في سفره وإقامته ويُديم عليه لباس الصحة والعافية ويحفظ لنا هذا البلد من كل سوء ومكروه، وأن يجعل الوفاق والوئام دستورنا ومنهج حياتنا.