** أمس كانت الرياض «رياضاً» بخزامها وشيحها أمس كانت الرياض تزهو بفخرها وعزها أمس كانت الرياض مدينة الوفاء والعطاء أمس كانت الرياض تمتد على كل ساحات الوطن التي كانت تعيش ذلك البهاء بعودة قائد الأمة. هذا القائد الذي طال غيابه عن العين وان كان ساكنا في الوجدان لا يغيب. ** عندما تكون هناك «جدلية» واعية ومفهومة بين القائد وأمته فهذا يعني ان هذا القائد يملك من المكانة في قلوب شعبه مالا يتصوره انسان وهذه المكانة أنشأها ذلك «السحر» الذي اوجده عبدالله بن عبد العزيز بينه وبين شعبه حتى اصبح الاحساس والشعور بأبويته سجية لا يمكن إغفالها أو الابتعاد عنها. كل ذلك فتلته تلك السماحة وتلك الطيبة وذلك الصدق في «نواياه». ** لقد كان – عبدالله بن عبدالعزيز بأريحيته تلك وبصدق مشاعره أوجد ذلك التناغم بينه وبين شعبه، فهو فوق كل العنعنات الذاتية وفوق كل الفوارق الطبقية، إنه الإنسان الذي وضع نصب عينيه قيمة ذلك الانسان الذي يبحث عن الرفاه وعن العدل. وعن الإصلاح لأبناء شعبه ولوطنه. ** عبدالله بن عبدالعزيز أوجد شيئاً واحدا هو ذلك الاحساس لدى ابناء الشعب السعودي بانه يعيش في كنف والد لا حاكم، وفي رعاية انسان يملك من الانسانية اقصاها، لهذا كان بعده كل هذه الاشهر الثلاثة كأنها سنوات طوال.. انه الحب الذي وضعه بكل افعاله وأقواله في وجدان هؤلاء الذين اعطوه ذوب نفوسهم. ** انني لا أكتب اليوم عن انجازاته وهي عديدة ولا عن مشاريعه ورؤاه وهي مديدة ولكن اكتب عن ذلك الاحساس الذي يمتلك الانسان عندما يريد ان يعبر عن ما يحس به تجاه «والده» القادم له بعد طول غياب انه والدنا الذي يشعرنا بأبويته في زمن قل ان يوجد مثله عند غيره.