أعود مرة أخرى لأخبار المعمرين وأحوالهم وحقيقتهم فنقول انه في هذا الجانب والباب الفريد اخرج لنا الإمام العلامة أبي حاتم السجستاني البصري المتوفي عام (325ه) كتابه الشهير والذي قد يكون الوحيد في فنه وبابه عن المعمرين من العرب والذي حققه محمد إبراهيم سليم بعد أن قام بطبعه في طبعته الأولى المستشرق الألماني جولدسير .وجاء فيه على ذكر مائة وعشرة من المعمرين وأورد بعضاً من أخبارهم وطرائفهم ونصائحهم وخلاصة تجاربهم وحمتهم في الحياة مبتدئاً بسيدنا الخضر وسيدنا نوح عليهما السلام ولقمان بن عاد الذي عمر (560) سنة وذو الإصبع العدواني الذي عمر (300) سنة والحارث بن مضاض الجرهمي الذي عمر (400) سنة وربيع بن ضبع الذي عمر (340) سنة , واكثم بن صيفي الذي عمر (330) سنة , ودريد بن الصمة الذي عمر (200) سنة , وطيء بن ادد الذي عمر (500) سنة وكعب الدوسي الذي عاش (400) عام وغيرهم . إذا طال عمر المرء في غير آفة أفادت له الأيام في كرها عقلا وفي العصر الحديث ذكر انه عاش في مدينة أنقرة بتركيا رجل تجاوز عمره (160) عاماً ,وفي جورجيا ذكر أن هناك امرأة تدعى ( خفيتشافا ) بلغت (130) عاماً ,وفي الصين بلغت المرأة (لي ادا 116 عاماً) , وقد عرف عن اليابان انهم يتمتعون بأعمار طويلة والتي ودعت مؤخراً المعمرة (كاماتشينين )عن عمر (114) عاماً , وفي كازخستان فقد ذكر في موسوعة جنس للأرقام القياسية أن المرأة (ساخان ) بلغت من العمر (114) عاماً , وفي تونس جاء علي العامري ليسجل (127) عاماً كأكبر المعمرين هناك , وفي البحرين فان علي بن المبروك البحري يعد اكبر المعمرين بها إذ بلغ عمره (117) عاماً , كما أن معظم قرى المنطقة الجنوبية من بلادنا اشتهرت هي الأخرى بكثرة المعمرين بها ومنها منطقة ميسان بني الحارث جنوبالطائف التي عاش بها المعمر قابل الحارثي الذي عاش (300) عام وقد سبق أن أجرت معه مجلة الخواطر اللبنانية حواراً قبل أكثر من (40) عاماً ومنهم أيضا جد كاتب هذه السطور والذي بلغ من العمر ما يزيد على (130) عاماً وقد أجرت معه بعض الصحف الخليجية والمحلية حوارات صحفية أيضاً ووصل كبار السن بهذه المنطقة ما يزيد على (20) من المعمرين ممن تجاوزت أعمارهم المائة عام وذكر انه في منطقة عسير أيضاً عاش رجل (180) عاماً , كما ودعت الأحساء بالمنطقة الشرقية مؤخراً اكبر معمرة بها بلغت (130) عاماً ومهما طال العمر او قصر فتبقى العبرة والنتيجة مرهونة بحسن الخاتمة وحسن العمل كما قال الشاعر العربي : إذا أنت لم تزرع وأبصرت حاصداً ندمت على التفريط في زمن البذر كتب الله لنا ولكم حسن العاقبة والخاتمة وجعل أعمارنا عامرة بذكر الله وطاعته ..وهذا علمي والسلام .