إنّ مصر القطر العربي، كان له دوماً الأثر المباشر على سائر البلدان العربية، سبقها إلى محاولة النهوض، سواء كان عن طريق الاحياء لما نجح فيه العرب والمسلمون عبر تاريخهم، أو كان عن طريق الاستفادة من حضارة العصر، الذي نهضت بدول الغرب، كانت السباقة دوماً في شتى المجالات، صنعت لنفسها ريادة وزعامة، ظلت ملاحظة إلى عهد قريب، واستفادت الأمة كلها من حراكها الحضاري هذا نحو المستقبل الافضل ، فاستقبلت أقطارنا المدرس والطبيب المهندس المصري، بل والعامل كان فنياً ام غير فني، وساهم المصريون في كل مشاريع اقطارنا العربية وهي تسعى نحو المستقبل الأفضل، والذي تاهت خطواتنا إليه بسبب الاستبداد، وأنا انظر الى أن هذه الأحداث قد تعيد لمصر دورها مرة أخرى، مع ماحدث في تونس فتحاً في عالم العرب. فالصبر على المظالم لم يعد كما يظن أي ظالم أنه أبدي، فلكل صبر على ظلم وإن طال نهاية، ينتفض بعده المظلوم لينتصف من ظالمه، ولو كان ذلك فقط عبر كف يده عن هذا الظلم فإذا أوقع عليهم أعلنوا غضبهم، دون أن تمتد أيديهم إلى الظالم، فقط أسمعوه أصواتهم، وعدم رضاهم بظلمه، فربنا عز وجل يقول: ( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعاً عليماً"، فإن تصف الظالم بما قام به من المظالم ، وما وقع بسببها من الاضرار الفادحة على المظلومين ، تباح يقيناً لمن وقع عليه الظلم أفراداً وجماعات، يشكو بها ظالمه ، ويعلن للناس ما وقع منه ظلم حتى يرتدع، فالصمت على الظلم هو ظلم آخر أفدح منه ، لذا وصُف الساكت عن الحق بأنه شيطان أخرس، ولهذا كان من أعظم الجهاد في الإسلام كلمة حق تعلن عند سلطان جائر، حما الله أوطاننا العرب والمسلمين من الظلم والظالمين، فهذا مانرجو والله ولي التوفيق.. ص.ب 35485 جدة 21488 فاكس: 6407043