ابتداء من المهم تحديد دلالة القدس، هل هي المدينة المعروفة في فلسطين، واذا كانت كذلك فما حدودها ومساحتها وبيئتها الديمغرافية وماذا عن تاريخها؟ ام هي رمزية فقط، بمعنى ترمز للقداسة وعندها تفقد دلالتها كمدينة تاريخية حقيقية لها ابعاد المدينة الموصوفة؟ تاريخ القدس يغلب عليه الحضور العربي والاسلامي طيلة تاريخ المدينة الممتد لأكثر من خمسة آلاف عام، فعن ماذا يتحدث الاسرائيليون عندما يطالبون بنظرية الحق التاريخي لتبرير احتلالهم للارض الفلسطينية بما فيها القدس. القدس مدينة عربية اسلامية، عروبية الملامح والتاريخ والأصالة يدل على ذلك تراثها المادي الرابض فوق ارضها الطهور. واسرائيل منذ احتلالها الارض العربية عام 1948م، خرقت قرار 181 (التقسيم) واحتلت الشطر الغربي من القدس وأكملت احتلال القسم الشرقي من المدينة بعد عدوان حزيران 1967م، ومنذ بواكير الاحتلال اليهودي للقدس العربية سنة 1967م، باشرت اسرائيل عملية تهويد مبرمجة للقدس الشرقية اذ هدمت حي المغاربة في القدس القديمة، وهي القدس المسورة التي لا تزيد مساحتها عن الفين متر مربع، فبعد بضعة ايام من احتلال القدس قام الاسرائيليون بتدمير حي المغاربة الذي يضم 135 بيتاً ومسجدين وجعله ساحة لعبادتهم مقابل حائط البراق. كما سيطروا على كل حارة الشرف (الحي اليهودي) كما سيطروا على الحي الارمني المسيحي، وتغلغلوا في الحي المسيحي خصوصا بعد سيطرتهم على دير مار يوحنا الكبير 1992م، وتمكنوا من وضع اليد على سبعين بؤرة سكنية غير شرعية في الحي الاسلامي في القدس. والآن يزيد عدد المستوطنات اليهودية في القدس العربية على 30 مستوطنة. فإسرائيل بذلك كما يعلم العالم بأسره تخالف ما جاء في كل المواثيق والاعراف الدولية القانونية والاخلاقية وخصوصاً مجلس الامن رقم 446 و465 و471 التي تقضي بتفكيك المستوطنات وهو ما اشار اليه كذلك تقرير لجنة ميتشيل الذي دعت الى انه على حكومة اسرائيل تجميد جميع النشاطات الاسرائيلية الاستيطانية بما في ذلك النمو الطبيعي للمستوطنات القائمة. كذلك فهي تنتهك الاتفاقيات المعروفة بدءاً باتفاقيات جنيف الاربع لعام 1949م، واتفاقية لاهاي لعام 1954م بشأن حماية الممتلكات الثقافية في حال النزاع المسلح واتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي لعام 1972م، وبادراج مدينة القديمة العتيقة من جانب الاردن في قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر عام 1982م لدى منظمة اليونسكو. فعروبة القدساصيلة، فهي من ارض كنعان العربية، وعندما كانت جنينا في بطن ارض كنعان العربية كانت نطفة عربية في رحم عربية ثم كان المولد فجاء الوليد نقي العروق والدم، ثم كانت النشأة، والتربية عربيتين، فبقيت على اصلها عربية حتى اليوم. وليست اسفار اليهود وحدها التي تذكر ان العرب وحدهم هم اصحاب فلسطين واورشليم، بل الوثائق والحفريات تشهد بذلك، وعلماء الاجناس والمؤخرون من غير العرب والمسلمين يؤكدون ان العرب هم دون غيرهم اصحاب فلسطين واروشليم، وقد ذكر شواهد تثبت ذلك ولو اردنا المزيد منها لملأنا صفحات كثيرة. كل اسماء القدس عربية، وحتى كلمة اورشليم عربية!! المدينة المقدسة يجب ان لا يغيبها احد عن اولويايتنا كما يجب ان لا تشغلنا الصراعات داخل الصف الفلسطيني، والتناقضات الثانوية عنها، لان التناقض الاساسي يجب ان يكون مع الاحتلال.. مدير عام وزارة التخطيط/ متقاعد فاكس 6658393