القارئ للصحف اليومية يجد على صفحاتها مقالات يومية اسبوعية أو مقالات لبعض الكتاب متفرقة بين الايام هذه المقالات ليست كلها ذات الوان زاهية وجميلة فبعضها باهت اللون والبعض منها يحمل اللون القاتم واخرى بلا لون ولا رائحة. الجدير بالذكر أن بعض اصحاب الاقلام وليس كلهم بالطبع لايجيدون فن رسم الالوان على مقالاتهم مما يجعلهم عديمي التفريق بين الزاهي الجميل من الالوان والقاتم المنفر منه فيقعون في لغط الكتابة فتقرأ ما يرفضونه اليوم صباين جمّ غضبهم عليه يوافقون عليه من الغد في مقال مليء بالألوان المتنافرة ولسان حالهم يقول عين الرضا عن كل عيب كليلة وينطبق عليهم قول الله تعالى "مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجلد له سبيلاً" النساء 143 اللون الزاهي الجميل الذي يظهر الاراء على احسن صورها هو لون الاخلاص وامانة المقصد والنقد والبناء البعيد عن التجريح والتشفي واما تلك الكتابات الملطخة بالالوان المتنافرة والتي تحمل بين سطورها الحقد والرياء فلن تدوم طويلاً حتى لو ظن اصحابها البقاء طويلاً ضمن دائرة الشهرة بمجاملاتهم واقتناصهم الفرص للنيل من اخرين ارضاءًً لغيرهم فالحقائق لاتخفيها ألوان قاتمة باهتة وستأتي عليها قطرات من مياه الاخلاص النقيةوتعريها من ألوانها ويعرف الجميع اولئك المذبذبين.. نحن في حاجة الى اقلام مخلصة تنير ولا تتبع الاهواء تطرح الرأي بشفافية تبحث من خلاله مصلحة عامة بعيداً عن الغمز واللمز والدس وسخرية السطوح ونريد آراء ذات لون زاهٍ يريح النظر ويبهج النفس، فلقد مللنا من سطور السخرية والحروف الجافة والسعي للمنفعة الخاصة وأصابنا الدوار لدرجة الغثيان من تلك المقالات ذات الحروف المقطعة المبطنة بألوان النفاق والعنصرية والسعي الحثيث لنيل الرضا.