ما هي طبيعة المخاطر التي تواجه الطفل في البيت أو المدرسة أو المجتمع؟ الأطفال بعد ولادتهم يقضون في منازلهم الغالبية العظمى من مراحل حياتهم الأولى وقد تتأثر صحتهم بعوامل المخاطر الموجودة في المنزل مثل قلة المياه الصالحة للشرب والهواء الملوث داخل المنزل والإصحاح غير المناسب وتلوث الغذاء وغيرها. أما في المجتمع فقد يشمل مجتمع الطفل عدداً من الأماكن كساحات اللعب والحدائق والحقول والبرك والأنهار ومدافن القمامة وتعتمد أهمية هذه الأماكن كلها على أسلوب حياة الطفل فعلى سبيل المثال يعيش ملايين الأطفال في العالم اجمع في الشوارع وهم عرضة للعديد من المخاطر التي تتضمن العنف والإصابات غير المقصودة بالإضافة إلى مخاطر صحة البيئة كما يبدأ العديد من الأطفال العمل في سن مبكرة فيتعرضون في بيئة العمل لنفس المخاطر التي يتعرض لها البالغون إلا إنهم أكثر حساسية لتأثيرات هذه المخاطر وعادة لا يدركون حجمها كما أن مقدرتهم على التصدي لها والتعامل معها اقل بالإضافة إلى انه يمكن أن يتعرض الأطفال إلى مخاطر عديدة في مدارسهم والتي تتمثل في حوادث السقوط من السلم إلى الاصطدام بشكل عفوي مع بقية الأطفال إلى السقوط خلال اللعب إلى التعرض إلى مخاطر الجروح خلال السقوط على الأرض. أن المحيط الشخصي للعديد من الأطفال هو في اغلب الأحيان عالم صغير محدود بالمنزل الذي يعيشون فيه والمدرسة التي يتعلمون فيها والشارع الذي يرتادونه وساحات اللعب بالإضافة إلى منازل الأقارب ولكنها أماكن قد تعرض الأطفال من مراحلهم العمرية الأولى إلى المخاطر البيئية التي تتزايد باستمرار ولقد عانت أجيال من الأطفال من بعض المخاطر البيئية الأساسية ومن بينها مياه الشرب الملوثة والإصحاح غير الملائم (المرافق الصحية، النظافة الشخصية) وتلوث الهواء داخل المباني وعدم كفاية النظافة الغذائية والمساكن التي لا تتوفر فيها مقومات السلامة مع عدم التخلص من الفضلات بطريقة صحيحة إضافة إلى ما استجد اليوم من مخاطر حديثة نجمت عن الاستخدام غير الآمن للمواد الكيمياوية الخطرة والتخلص من الفضلات السامة بطريقة غير صحيحة والضوضاء والتلوث الصناعي وقد يصاب الاطفال جراء استخدام الألعاب والمنتجات المنزلية بمخاطر بعض المواد الكيماوية . أما البيئة المدرسية قد تحدث حالة تشاجر بين طفلين في المدرسة ينتهي بمخاطر جسيمة للطرفين أو لطرف واحد ينتج عنها كسراً او رضا او ما شابه ذلك إذ ينبغي على إدارات المدارس والهيئات التعليمية التعاون من اجل متابعة موضوع المخاطر التي يتعرض إليها الأطفال خلال الدوام الرسمي في المدارس مع إمكانية الحد منها من خلال التوجيه اليومي وتكليف الأطفال بأنشطة وممارسات هادفة كما يجب عليهم تخصيص صيدلية باسم الصيدلية المدرسية تحتوي على مواد إسعافات أولية مع أدوية لعلاج حالات الجروح والصداع والإسهال والمغص وغيرها من الأدوية البسيطة التي بالإمكان منحها للطفل في حالة حاجته إليها قبل نقله إلى المركز الصحي القريب من المدرسة. وقفة: أيتها البيئة يا خالدة في قلبي: للحفاظ علي الطفل من مختلف أنواع التلوث من خلال تعليمه بعض السلوكيات السليمة التي ترسم له أسلوب حياة صحية خالية من الممارسات الخاطئة ما يمكنه من تخطي كثير من الأزمات الناجمة بفعل عوامل بيئية عديدة باتت سبباً رئيسياً لتلوث البيئية. [email protected] أستاذ الكيمياء المشارك بجامعة ام القرى بمكة المكرمة رئيس فرع جمعية البيئة السعودية بمكة المكرمة