أكدت العديد من الدراسات أن ضوضاء الطائرات تعد واحدة من أهم المشاكل البيئية التي باتت تؤرق السكان القاطنين قرب المطارات أو حتى أولئك الواقعين تحت تأثير خطوط نشطة من الطيران المستمر خلال فترات اليوم المختلفة. وأثبتت الدراسات البيئية العلمية أن ضوضاء الطائرات هي الأشد إزعاجاً متفوقة في ذلك على أنواع الضوضاء الأخرى كضوضاء السيارات والقطارات، كما بينت الدراسات مدى الضرر الناتج من التعرض المستمر والمزمن لشتى أنواع الضوضاء لاسيما ضوضاء الطائرات على الصحة العامة. وتعد أمراض التوتر والضيق وأمراض القلب والضغط وضعف السمع وتلفه أهم الأمراض التي لها صلة وثيقة بضوضاء الطائرات. وقد كشفت دراسة ألمانية حديثة أن الضوضاء الناجمة عن حركة الطيران من شأنها زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والدورة الدموية وإصابة النساء بالاكتئاب. وأوضحت الدراسة أن ضوضاء حركة الطيران الليلي هي أكثر ما يقض مضاجع سكان البيئة المحيطة بالمطار. وفى دراسة للأمم المتحدة أكدت على أن الطيران مسؤول عن نصف التلوث المنبعث من وسائل النقل، موضحاً أن الأشخاص الذين يسكنون في محيط أميال من المطارات هم أكثر عرضة للسرطانات بسبب الملوثات من أكاسيد النيتروجين والهيدروكربون والكبريت والبنزين والفورمالدهايد، إضافة إلى تراكم الملوثات داخل المباني، التي تتزايد من 3 إلى 4 أضعاف. مكافحة الظاهرة الدول الغربية قطعت أشواطاً طويلة في مجال إعداد الدراسات المتعلقة بضوضاء البيئة بشكل عام والطائرات بشكل خاص ولقد وضعت معايير بيئية دولية متعارف عليها في هذا الصدد عالمي ومنها ما هو محلي بهدف القضاء عليها أو للحد من آثارها قدر الإمكان والتي من الممكن أن تساهم وبشكل كبير في تقليل نسبة الضوضاء الناتجة من الطائرات وخاصة للمناطق القريبة من المطار. وعلى الصعيد المحلي تقدم الدكتور هشام الجيلاني من كلية الأرصاد وحماية البيئة في المملكة العربية السعودية بمقترح يدعو إلى إبعاد المطارات في المملكة مسافة لا تقل عن 25 كيلو متراً عن المدن، وإقامة عوازل للصوت حول المباني، وإيجاد شبكة لرصد الضوضاء، واختيار طائرات ذات مواصفات قليلة الضوضاء لحماية السكان من التلوث السمعي والبيئي. وبيّن الجيلاني أن تحليق الطائرة يبعث ملوثات على مسافة 12 ميلاً طولاً وعرضاً، وعند الهبوط تكون الملوثات أكثر من 12 إلى 6 أميال