كتبت سابقاً مقالة بعنوان (هذا أقل ثمن) وهي عبارة قالها شيخ الأقصى رائد صلاح عند دخوله للسجن حيث قضى فيه خمسة أشهر وقد خرج من الأسر الأحد 12 ديسمبر2010م وهو مازال أكثر تصميماً وإصراراً على موقفه مناصراً ومدافعاً عن الحق الفلسطيني المغتصب فالألماس لايزيده الضغط إلا قوة ولمعاناً وقيمة ً وهكذا هو هذا الرجل الأسد كما وصفه البعض وهو برأيي أكثر شجاعة وصموداً ويؤكد ذلك قوله : " أنا لم ولن أعترف بقرارات ومحاكم الإحتلال وبقرارات المنع الإسرائيلي الذي فرض علي بلغة الحكم العسكري عدم دخولي المسجد الأقصى ومحيطه" وأكد أنه ضحية (إضطهاد سياسي ) بسبب دفاعه عن المسجد الأقصى، ودفع الثمن سنوات من عمره قضاها في السجون وقد حكم عليه سابقا بالسجن 15 شهراً بينها ستة أشهر مع وقف التنفيذ لأنه أعتدى على شرطي إسرائيلي خلال تظاهرات قرب باحة الأقصى عام2007م - الحركة الإسلامية التي يترأسها الشيخ في الداخل الفلسطيني تتعرض لمراقبة مشددة من إسرائيل - كما اتهم الشيخ الإسرائيليين بمحاولة إغتياله خلال الهجوم على سفينة مرمرة التي كانت في طريقها لكسر الحصار عن غزة وقد تم الإفراج عنه مع ثلاثة من رفاقه اللذين اعتقلوا من السفينة، وقد وافقت محكمة الصلح الإسرائيلية في عسقلان على الإفراج بشروط تتمثل في الإقامة الجبرية لمدة تزيد عن أسبوع وعدم مغادرة إسرائيل لمدة 45 يوما ، إضافة إلى دفع كفالة مقدارها 40 ألف دولار لكل واحد منهم لمشاركتهم في إسطول الحرية . فياللجرم الشنيع الذي اقترفوه ويستحق هذه العقوبات ليكونوا عبرة لغيرهم ممن قد يفكروا في أن يفعلوا مثلهم يوماً ما.. إن الصلف الإسرائيلي تجاوز كل الحدود وكل الخطوط الحمراء وحتى البنفسجية ! فهم بكل عنجهية يهاجمون سفينة تحمل مساعدات إنسانية ويقتلون ويأسرون ويصادرون كما يشاءون ، والعالم كله شاهد الحدث وسمعنا من يشجب ويستنكر ويبكي لكن ماذا بعد .. فهل نال الظالم عقابه ؟ للأسف ماحدث هو العكس حيث نال المظلوم العقاب والسجن. لابد أنه يوجد خلل كبير في موازين العدل الدولية وإلا لما سمح لدولة محتلة أن تحاكم صاحب الأرض وتعرضه لظروف قاسية لأنه حاول مساعدة قومه الجائعين المحاصرين.وكما قال الشيخ في لقاء معه بعد خروجه من الأسر إن العالم كله يردد إسم أسير واحد إسمه (شاليط) لأنه إسرائيلي ، ولاأحد يذكر أسماء آلاف من الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الإحتلال اللذين يلاقون المرار والذل وبعضهم مضى عليه أكثر من عشرين سنة في الأسروبينهم نساء وأطفال يعاملون بلا إنسانية.وكما بدأت سطوري بعبارة قالها الشيخ وهو داخل للسجن أختمها بعبارة قالها بعد خروجه حين سأله المذيع ماهي آخر جملة تريد أن تقولها ؟ فرفع صوته بكل ثقة وإيمان قائلاً : " إما أن نعيش على أرضنا سعداء، أو ندفن فيها شهداء". [email protected]