هنالك بعض القضايا تحتاج لإثبات الفساد فيها إحضار بعض الوثائق أو الشهود، ولكن هنالك قضايا لا تحتاج إلى كل ذلك لأنها من الفئة التي دليلها منها وفيها، الغريب والعجيب في هذا القضايا أنها وبالرغم من وضوح عللها وضررها على الناس تجدها تمارس عليهم دون رادع للفاعلين أو محامٍ للضحايا بالملايين. كمثال عندما تطرح شركة اسهما للمجتمع غير المتمرس بسعر للسهم غير عادي ويساعدها في ذلك بعض طباخي المال والأعمال الذين يجيدون إنتاج الوجبات ذات الشكل الجميل في حين أنها ملوثة وتسبب التسمم للعميل الذي هو المواطن وبالذات الضعيف، فكيف نفسر طرح شركة لأسهمها بمبلغ خمسين ريالاً ويشتريها الناس الذين يتفاجأون من أول يوم تداول بهبوط السعر تحت مبلغ الاكتتاب. هل يستطيع أحد أن يقنعني أن من اشترى السهم قبل اسبوع باعه اليوم بأقل من سعره؟ أم أن من يمتلك أغلب الأسهم التي لا تستحق نصف مبلغ الاكتتاب هو الوحيد الذي يستطيع البيع تحت سعر الاكتتاب في أول يوم؟ العجيب أن الحدث يمر أمامنا وهيئة سوق المال ترفع لوحة (شاهد ماشفش حاجة). أحياناً وللحقيقة نأتي بمشاريع جيدة لتطوير المجتمع والمحافظة عليه، لكن تتكرر نفس مشكلة طرح الشركات المساهمة بحكم أن المشاريع تنفذ من خلال شركات لا يعنيها المشروع وأهدافه التي تمسكوا بها أثناء العرض ورموها خلفهم بعد اعتماد المشروع، لذلك تجد أن نتائج المشروع التطويري أصبح بمفهوم الاقتصاد الاجتماعي تدميرياً بشكل أكثر من نتائج الضرر الذي كنا نستهدف إزالته، وتتحرك الصحافة ويتحدث الناس ويشيرون للمصيبة التي يوجدها مثل نظام ساهر الجائر في طريقة تطبيقه بدون توعية ومن خلال مضاعفة المبلغ بعد شهر وكأن جميع أصحاب السيارات يمتلكون مليارات من الدولارات. الوضع يشير إلى تدني المعرفة الفردية وإمكانيات جهات الرقابة والتي قد يكون سبب تواضعها عدم وجود أنظمة تنفيذية رادعة تجعل للرقابة احتراماً وتكون بالمرصاد لمن يقوم بعمليات فساد. هذه الأفعال غير المسؤولة تؤثر على الغالبية في حين أن المستفيدين أقل من الأقلية، ماذا يحدث لمن فقد قيمة الأسهم من أول يوم تداول عندما ظن أنه سيكسب منها والسبب أن سوق المال أقنعه بذلك عندما وافق على ذلك، ثم يذهب للجوازات لاستخراج جواز فيجد ساهراً قد سجل عليه مبالغ تم مضاعفتها ليس لديه طاقة لدفعها، ليرجع المنزل فيفاجأ بفاتورة الكهرباء المرتفعة فيعتقد أن الزوجة والأولاد أهملوا في استخدام الطاقة ليفاجأ بعد مدة أن التعرفة زادت بدون سابق إنذار ولا تقبل الأعذار لأن الشركة تريد أن تحقق في كل ربع أرباحاً بكم مليار لا تنعكس على المساهمين الصغار، بس للأمانة روح المفاجأة في كل القضايا تجعل الواحد لا يستطيع الانتقاد لأن المسألة فيها رحمة لأنها تأتيك في وسط الزحمة، عليكم بالملح لتخفيض السكر طالما هنالك فساد باهر وراءه تاجر غير شاطر وزبون حائر قد يصبح شخصاً جائراً. عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا