هذا راحل جليل فقدناه في الدراسات القرآنية واللغوية والفكرية، كان مهتماً بالمسألة القرآنية ودراساتها في ضوء علم اللغة الحديث، إلى جانب الدراسات الحضارية والأدبية والتاريخية.مرت عقود من الزمن والدكتور عبدالصبور شاهين معتكف على هذا الدرس وصبر النفس، ففي كتابه تاريخ القرآن جنب وأزاح الستار عن الدفاع عنه ضد هجمات الاستشراق وهذه مسألة خطيرة التي وقفها المستشرقون من المسألة القرآنية تنزيلاً وتبليغاً من الرسول وعملاً من العرب والمسلمين. ناقش المستشرقون في تعريف القرآن وفكرة النسخ وثبوت النص القرآني وناظرهم ذهنياً في تفسير الأحرف السبعة والخط الذي كُتب به المصحف في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ونقض اتجاهاتهم في أسماء الذوات وفي الأفعال وفي الأدوات.ودكتور شاهين لغوياً فذ فقد درس اللغة الفصحى دراسة نظرية مثل الهمزة بين الصوت والوظيفة والإبدال ومشكلاته والهمز والتخفيف كما درس ذلك دراسة تطبيقية مثل القراءات المهموزة للقرآن الكريم والقراءات المخصصة له. درس كذلك التعدد في نطاق الألفاظ العربية والتعدد في نطاق الألفاظ الأعجمية كي يسهم درساً ومعنى للقراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث وهي دراسات مطولة. دراسة أخرى للدكتور شاهين في العربية لغة العلوم والتقنية ناقش فيها مشكلة الترجمة العلمية ومشكلة المعجمة اللغوية وما هية المعجم العلمي وتاريخه مبيناً بداية دخول العلم إلى العربية . هناك أبواب في فكر شاهين اللغوي مثل اللغة العلمية بين الأدب والنحو واللغة الأدبية أساس النحو العربي مطبقاً ذلك على النص العربي التعبيري في العلم والأدب رجوعاً إلى حنين ابن اسحاق والشيخ الرئيس ابن سينا وأبي بكر الرازي مبيناً المصطلحات العلمية وإدخالها في العلوم العربية والإسلامية. كما درس المصطلح علمياً وعربياً واصطلاحاً على سائر الدراسات العلمية واللغوية والأدبية لذلك أزاح الستار عن علوم جمة يطبقها على العربية لغة العلوم والتقنية قديماً وحديثاً.لذلك تعددت دراساته في هذا الموضوع كما في كتابيه الآخرين في "التطور اللغوي" وفي "علم اللغة العام". ولا شك أنه قد بذل قصارى جهده في دراساته مؤلفات ومترجمات لغوية وأدبية وتاريخية. وما أروع ما كتب عن صحابيات من أمهات المؤمنين والمهاجرات والأنصاريات والروايات عموماً وأيضاً نساء وراء الأحداث وكتابه المشترك مع الأستاذة إصلاح عبدالسلام الرفاعي في كتاب مصر في الإسلام درس فيه المؤلفان الدين والنبوة قبل الإسلام ومصر في القرون الثلاثة الأولى الهجرية. وأخيراً فإن الدكتور عبدالصبور شاهين له مترجمات لكتب المفكر الجزائري الراحل مالك بن نبي في سلسلة مشكلات الحضارة كتطوير للثقافة وشروط النهضة ومشكلاتها وذلك بالاشتراك مع الأستاذ المحامي عمر كامل مسقاوي وهي اصدارات فكرية عالجها مالك بن نبي بلغته الفرنسية وترجمة هذين الرجلين بالعربية.