قاد الإسلام الإنسانية من الضلالة الى الهدى، ومن العمى الى النور، وكرّم الإنسان وجعله غاية لا وسيلة، وأضفى عليه سموا وجدانيا وعقليا، ونقله من درجة البدائية والطلسمات والسحر الى مرحلة حضارية متميزة وحالة انسانية بديعة ميزته عن غيره من الكائنات والموجودات. وكان "التوحيد".. اعادة لصياغة البشرية من جديد، وحرر البشر من عبادة الاصنام والطواغيت، وافرد العبادة لله سبحانه وتعالى، والمساواة بين الناس على فطرتهم الاولى التي خلقهم عليها، وحررهم من الظلم والشك والانحراف النفسي والضياع الجماعي، وحصنهم بالعقيدة والاطمئنان الروحي.ونظم الإسلام الجماعة بنظام شامل يحتوي على المبادئ العامة والتفاصيل الفرعية في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية مما اوجد مجتمعا منضبطا على الطاعة، ومجبولا على القناعة والرضى بما ربط الله به على قلوب المسلمين من السكينة والطمأنينة، فكانت الصلاة مشهدا حضوريا للعبادة، والزكاة نظاماً عمليا للعدالة الاجتماعية، واصبحت الجماعة تعرف ما لها وما عليها في الدنيا والآخرة.وعلى مستوى الفرد، ظهّر الاسلام ذلك الفرد تطهيراً, واذهب عنه الرجس، وحصنه بالقومية، فأصبح مشرقاً بنور ربه، حاضراً معه في تصرفاته وخصرات قلبه، واودع سره تجلي عظمة الله في خلقه.فكان الفرد عاملا وفاعلا، ومسؤولا تجاه نفسه، وتجاه مجتمعه، بقسمة عادلة في الحقوق والواجبات، وجزاءاً وفاقا لمن احسن عملا.كان الإسلام وسيبقى خالدا على الزمان، لا يبلى بمر الدهور والايام لأن العناية الربانية تولت حفظه ومنعته، وعلو شأنه وهمينته، وكان نعمة إلهية للشعوب والأمم التي آمنت به، واصبح جزءاً من كينونتها وطبيعتها، ووجودها وحاضنته للانسانية جمعاء، وحماية للبشرية في تطلعاتها ومسيرتها بآمالها واهدافها.عصي على الانكسار او الجمود في الوقت الذي ضاعت فيه شعوب وامم، وتاهت في الحيرة والشك والضلال، حيث ركبت لجة التطرف والضرر والتهلكة، وافلت زمامها تنقلب بها الاحوال بلا عقيدة. او دين او اخلاق.على عكس الاسلام الذي بوسطيته واعتداله ومواءمته بين النفس والجسد، وبين العقل والوجود استطاع ان يشق طريق المسلمين على طريق الخير والبناء بخلق وإيمان يؤكدان صحة الطريق القويم، واستقامة النهج الاسلامي ونعمة العطاء الرباني. تحمل كل منطقة جغرافية مترامية الاطراف في العالم طابعا ثقافيا خاصا بها، وافقا حضاريا يحدد رؤيتها الذاتية لنفسها وللآخرين، ويجعل لها طابعا مميزا يحدد رؤيتها الذاتية لنفسها وللآخرين، ويجعل لها طابعا مميزا يحدد اتجاهها المستقبلي بما ينعكس على مواطنيها بافكار معينة يرتبطون من خلالها بعادات وتقاليد مشتركة تخضع لمعطيات دينية وتاريخية واجتماعية.ومنطقتنا العربية الإسلامية الواسعة الأرجاء تتميز باسلوبها الخاص في العيش والتفكير اضفت عليها اسلوب حياة يكاد يكون نمطا متشابها بايحاء ديني وتاريخي احالها الى قوة كبرى بحسب حسابها تتمدد بقوة دفع ذاتي يلامس المشاعر الانسانية والقيم الاخلاقية البناءة عاش سكانها في وئام واجواء من التسامح الأمر الذي جعل الاقليات تعيش فيها وتتمسك بمنهجها المتفتح، وتساعد في تدعيم بنيتها الانسانية بود واحترام كبيرين.إن الولاء للمجتمع الكبير يعني التعدد والتنوع لكي يصبح المجتمع باقة جميلة متعددة الالوان والاعراق دون التخلي عن خصوصيتها لمختلف شرائح العقد الاجتماعي لتؤلف بالتالي بنية واحدة متعددة الصفات في وحدة انسانية مشتركة تحمي مكاسبها، وامنها وازدهارها، بغض النظر عن العرق او اللون او الدين. مدير عام وزارة التخطيط /متقاعد فاكس: 6658393