تؤكد الإحصائيات زيادة حالات الطلاق خصوصا بين المتزوجين حديثا وكما سمعت من المأذون الشيخ المعبي في أحد البرامج أنها بلغت 50% تقريباً أي نصف عدد المتزوجين . وفي هذا مؤشر خطير لوجود خلل كبير في منظومة الزواج ومفهمومه ومتطلباته لدى الطرفين الرجل والمرأة اللذين يخوضان تجربة الزواج بلا خبرة ولادراية بكيفية إدارة الحياة الزوجية ومن هنا خطرت لي فكرة "رخصة زواج" وقد قدمتها في محاضرة لكن الأفضل أن تكون دورة موسعة مستقبلاً لمزيد من الفائدة وأن يتم تبنيها من قبل جهات رسمية وتقدم مجاناً لكل شاب وفتاة قبل الزواج .. وقد سبقني أ.د. طارق الحبيب بروفيسور الطب النفسي والذي نادى من خلال برنامج النفس والحياة في قناة الرسالة الفضائية بأن يكون هناك "رخصة زواج" لكل شخص ُمقدِم على الإرتباط بنصفه الآخر وقال إن قيادة الزواج أهم من قيادة السيارة ولذا فإنها تحتاج إلى رخصة يحصل عليها الشخص بعد إتمام برنامج تدريبي متكامل لتأهيله للحياة الزوجية ، وأن هذه الرخصة لابد أن تجدد كل خمس سنوات بإعتبار أن هناك أموراً تجد على الحياة الزوجية مثل الأطفال وتربيتهم بطرق علمية صحيحة ، إضافة إلى ماقد يقع بين الزوج والزوجة من خلافات في وجهات النظر، ولابد أن تكون وفق الحالة الإجتماعية ، بمعنى أن من فشل في تجربة الزواج الأولى يدخل في دورة مختلفة عن تلك التي يأخذها المقبل على الزواج، وأن تكون لكل فئة دورة مختلفة بما يناسب وضعها واحتياجاتها وهو ماتقرره الجهة التي تمنح الرخصة وتجددها دورياً.. واقترح أن تكون هذه الرخصة إلزامية لإتمام عقد الزواج تماماً كالفحص الطبي . ربما تبدو الفكرة غريبة لكنها في رأيي جيدة وممكنة التطبيق في حال اقتنع بها المسئولون وهيأوا لها أسباب نجاحها .. خصوصاً مع زيادة نسبة الطلاق في مجتمعنا وإرتفاعها المطرد ، مما يجعلنا ندق ناقوس الخطر للتنبيه للوضع الراهن والمستقبلي والذي يهدد بتفكك أسري وجيل قادم يعاني نفسياً من ذلك ، مما يؤثر بشكل كبير على استقرار المجتمع ونهضته . ووجهة نظري مستندة إلى تخصصي في علم النفس والصحة النفسية وكما يقول د.طارق الحبيب في عبارته اللازمة "ومن هذا المنبر" فإني أضم صوتي إلى صوته وأتمنى أن يهتم المعنيون بالأمر ، ويتم دراسته بشكل علمي وعملي بالاستعانة بخبراء وعلماء نفس ومجتمع .. وأرجو أن تتم هذه الخطوات بأقرب وقت حتى يتم تفعيل الفكرة لتصبح واقعاً ، وقد سبقتنا ماليزيا لتطبيقها مما ساعد في انخفاض حالات الطلاق فيها. وأتمنى أيضاً من المسئولين الإهتمام بموضوع توفير مسكن لكل زوجين لأن كثيراً من المشاكل تحدث بسبب عدم وجود السكن المناسب ، وكما هو حاصل في بعض الدول الشقيقة يتم بناء وحدات سكنية وتقسيط سعرها بشكل مناسب لأنه ليس لدى الجميع الإمكانية لدفع الإيجار أو الشراء.. وأتمنى أن يكون لكلماتي صدى لدى من بيده الأمر. [email protected]