لم تعد تلك اللعبة النارية الجميلة والآمنة ( الفشفاش ) أو كما يطلق عليها البعض بنجوم الليل او تلك الأخرى المعروفة بطراطيع أبو ديك احد مصادر الفرح والبهجة التي تشعل أعيادنا الجميلة وتضيء طفولتنا السعيدة بمزيد من المتعة والسرور بعد أن غزت أسواقنا وشوارعنا في السنوات الأخيرة من رمضان تلك الأسماء الجديدة التي لم نعهدها من قبل مثل النحلة والفراشة والقنبلة والصاروخ والنافورة وغيرها من الأسماء والتي أصبحت تمثل مصدر إزعاج كبير وتعكير لأجواء الأيام الأخيرة من رمضان وأيام العيد بما يصدر عنها من أصوات مفزعة يستمر الأطفال والشباب الاستعراض بها في الشوارع وفوق أسطح المنازل حتى ساعات متأخرة من الليل ناهيك عن تلك الأسواق السوداء والخفية لبيعها والحركات المريبة والمشبوهة والمغامرات البوليسية التي تتلبس كل من يبحث عن سعادة أطفاله في أيام العيد من خلال هذه الألعاب . ولم يعد خافياً على الكثيرين ما سببته هذه المفرقعات الخطيرة والتي ودعت معها شوارعنا وحاراتنا الهدوء والأمن والسلامة إلى تلك الإزعاجات المقلقة والإصابات المأساوية والحوادث الجسيمة التي يكون ضحيتها في الغالب الأطفال الأبرياء وتكون نتيجتها فقدانهم البصر أو السمع أو تغير ملامحهم بسب الحروق البليغة . ورغم ما تتناقله الصحف اليومية في مثل هذه الأيام من كل عام من جهود الجهات الأمنية في سبيل توعية المجتمع بمخاطر هذه الألعاب غير الآمنة وما تقوم به من حملات من وقت إلى آخر لضبط كميات هذه الألعاب المهربة إلا أن غياب الضبط الكامل والحزم التام وتراخي بعض الجهات عن واجبها كالجمارك ووزارة التجارة في تقنين وتنظيم بيعها باعتبارها أصبحت احد مظاهر أعيادنا كانت وراء زيادة أسواقها السوداء وتنامي حجم تجارتها إلى مئات الملايين رغم كل ما يضبط منها . وكلنا وفي هذه المناسبة السعيدة التي ننتظرها بشوق ولهفة في الأيام القليلة القادمة العيد السعيد والتي نلتمس فيها السعادة وبهجة العيد من ابتسامات أطفالنا البريئة نتمنى وندعو الله العلي القدير ألاَّ تكون هذه المناسبة مقرونة بالمآسي والأحزان بل أن تكون مناسبة حقيقية للفرح والبهجة والسرور بعد أن أدركنا شهراً عظيماً من الطاعة والعبادة والتنافس في الأعمال الصالحة . تقبل الله منا ومنكم صيامنا وقيامنا وأعادنا الله وإياكم لأمثال هذه الأيام المباركة ونحن وانتم نتنعم بموفور الصحة والسعادة والأمن والسلامة وكل عام وابتسامتكم بألف خير .. وهذا علمي والسلام .