تصوير - إبراهيم بركات : قال معالي الأستاذ محمد كامل عمرو وزير الخارجية المصري في معرض إجابته على أسئلة (البلاد) حول المخاوف المطروحة حالياً في الوطن العربي من النفوذ الإيراني في مصر بعد ثورة 25 يناير وهو ما يؤدي لاختلال التوازن العربي في المنطقة؟ أجاب معاليه: لقد تطرقت لهذا الموضوع أكثر من مرة وهي أن علاقتنا بأية دولة تقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة ونحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة وبالتالي لا نقبل من أية دولة أن تتدخل في شؤوننا الداخلية ومنطقنا في هذا الموضوع واضح وبالأمس شيخ الأزهر في مصر أصدر تصريحات واضحة في هذا الشأن فالتدخل في الشؤون الداخلية في مصر غير مقبول بالمرة. وحول الانفلات الإعلامي الذي يحدث بين المملكة ومصر نتيجة ما تتناوله بعض القنوات الخاصة والصحف المستقلة والخاصة وهو ما يتفاعل معها الإعلام في كلا البلدين وقد تترك آثاراً سلبية قال معاليه: العلاقات السعودية المصرية أقوى بكثير من أي محاولات أو مشكلات تثار بين الحين والآخر في وسائل الإعلام وفي اعتقادي أن التجربة الأخيرة التي مررنا بها أثبتت هذا التوجه فالعلاقات السعودية المصرية من المتانة والقوة بأنها تقضي على أية محاولات لإثارة الغلائل بين البلدين الشقيقتين، وبالطبع نحن في هذا المجال نناشد الإعلام أن يلتزم بالموضوعية بالموضوعية والصدق وكما هو معروف أن الإعلام في مصر إعلام حر ونحن نأمل في مرحلة مقبلة أن يكون هناك "ميثاق شرف إعلامي" وأن يلتزم به الجميع. الاستثمارات ستزيد في مصر وعن حجم الاستثمارات العربية والأجنبية العالمية في مصر وإمكانية عودة المستثمرين لضخ استثمارات جديدة في شرايين الاقتصاد المصري وكيف يمكن إعادة هذه الاستثمارات بعد الانتخابات الرئاسية في مصر وتوفير الحماية الأمنية لها؟ قال وزير الخارجية المصرية ل(البلاد): موضوع الاستثمارات يحتل اهتماماً كبيراً جداً من اهتمامات الحكومة المصرية، ونحن نؤكد باستمرار على الترحيب بأي استثمارات وعلى أننا نبذل قصارى جهدنا لجذب هذه الاستثمارات وتحقيق الأمن لها لأن الأمن مهم جداً بالنسبة للمستثمر الأجنبي ونحن ندرك ذلك تماماً - والمملكة لها استثمارات مهمة في مصر - وفي الآونة الأخيرة المملكة تدعم كافة أوجه الاستثمار في مصر والاستثمارات تحتل أولوية متقدمة جداً في عمل الحكومة المصرية وتدبير المناخ الملائم للاستثمار هو من أولوياتنا وأنا أتوقع إن شاء الله أنه في الفترة القادمة ستزيد الاستثمارات لأن الأساسيات في الاقتصاد المصري سليمة جداً وفي خلال الأربع والخمس سنوات الأخيرة الاقتصاد المصري حقق معدل نمو ما بين 6 إلى 7 بالمائة وما يمر به الاقتصاد المصري حالياً هي فترة مؤقتة وأفتكر أن كثير من المستثمرين يدركون ذلك وهناك دول استثماراتها في مصر تزيد وعلى سبيل المثال شركة تايوتا افتتحت خطاً جديداً لإنتاج السيارات في مصر وهو ما يؤكد أن كثيراً من الدول تعرف أن مصر مكان جاذب للاستثمار فاقتصاديات مصر هي اقتصاديات سليمة وموقع مصر الجغرافي وأيضاً ارتباطات مصر بالتجمعات الاقتصادية في أفريقيا أو الدول العربية أو في الاتحاد الأوروبي كل ذلك يجعل لها مميزات خاصة لجذب الاستثمارات إلى جانب السوق المصري الذي تتكلم فيه عدد 85 مليون مواطن مصري ومستهلك كل هذا يجعل مصر في الحقيقة مكاناً مثالياً للاستثمار وأنا أتوقع بإذن الله تعالى في الفترة القادمة المزيد من الاستثمارات وليس فقط ستعود إلى معدلها بل ستزيد بإذن الله تعالى. وتحدث معالي الأستاذ محمد كامل عمرو عن زيارته الحالية للمملكة وقال: إنني سعيد بزيارتي الحالية للمملكة فقد كنت سفيراً لمصر في المملكة العربية السعودية في فترة من الفترات ومازلت أحمل أجمل وأطيب الذكريات فيها وأضاف أن العلاقات بين المملكة ومصر غنية عن التعريف وهي علاقات تاريخية وقديمة وهي علاقات تتعدى مجرد أننا دول في نفس المنطقة وإنما هي علاقات تعدت هذا إلى علاقات الأسر والدم والروابط العائلية وهي علاقات قوية جداً وقادرة على تخطي أي ما قد ينشأ هنا أو هناك من بعض الأمور الصغيرة واليوم لقد سعدت بلقاء طويل مع سمو الأمير سعود الفيصل والحقيقة أنها كانت جلسة طويلة والأمير سعود تربطني به علاقة طويلة منذ كنت سفيراً لمصر في المملكة وتناولنا الكثير من وجهات النظر وتناقشنا في العديد من الأمور الثنائية بين المملكة ومصر، وتناقشنا في مختلف جوانب هذه العلاقات، وتحدثنا وتبادلنا الآراء حول المسائل الإقليمية العديدة سواء في محيطنا المباشر أو المحيط الأبعد وكالعادة في اللقاءات السعودية المصرية فيها الكثير من وجهات النظر والكثير من الاتفاق في وجهات النظر وعبرت لسمو الأمير سعود عن شكرنا على الدعم الذي قدمته المملكة في فترة الانتخابات الرئاسية لإدلاء المصريين في المملكة بأصواتهم, وجزء كبير جداً من أصوات المصريين في الخارج موجودة هنا في المملكة ما بين الرياضوجدة ولدينا في المملكة حوالى 160 الف صوت مصري في المملكة وكان هناك عبء كبير على السفارة المصرية في الرياض والقنصلية المصرية في جدة وأشكر جميع من شارك في هذه التجربة الأولى وقدمت اليوم الشكر لسمو الأمير سعود على التعاون الكبير الذي أعطته المملكة للسفارة والقنصلية لإنجاح هذه التجربة الأولى في مصر والتي تمت على الوجه المشرف والسليم. وقال معاليه: إن السياسة الخارجية المصرية تعبر عن المصالح القومية لمصر وفي العادة هذه المصالح لها صفة الاستمرارية بصرف النظر عن من هو موجود في الحكم هذه مصالح مستمرة وثابتة إنما الخط العام للسياسة هو خط ثابت لأن المصالح القومية المصرية هي مصالح ثابتة ، والسياسة المصرية الخارجية هي في خط مستمر ولا تعرف الفترات الانتقالية. وحول رؤية مصر للأوضاع في سوريا قال معاليه : مصر من أوائل الدول التي أصدرت بياناً تحدد موقفها في أغسطس من العام الماضي وكان أول بيان للخارجية المصرية وقلنا فيه إنه لا يمكن قبول ما يجري على الأراضي السورية أو قبول العنف الذي يستخدمه النظام السوري ضد شعبه، وأنه يجب وضع حد فوراً لسفك دماء الشعب السوري وأنه لا حل أمني أو عسكري للازمة السورية وإنما الحل يكمن في بدء حوار ما بين النظام وجميع طوائف الشعب للاستجابة لمطالب الشعب السوري المشروعة وبعدها أصدرنا بياناً آخر وحذرنا من مغبة الاستمرار في العنف لأننا نخشى أن النظام لو استمر في هذا الخط فهو يسير إلى نقطة اللاعودة وحذرنا أن مثل هذا التصرف يفتح الباب أمام التدخل الخارجي وهو ما لا نريده في الحقيقة لأننا شاهدنا من قبل نتائج التدخل الخارجي وما يؤدي إليه من مشاكل ورحبنا بأي حل من إطار عربي وألا نسمح بالتدخل الخارجي في الشأن السوري، وسوريا كما هو معروف في موقع إستراتيجي في الأمة العربية والنسيج الداخلي السوري نسيج مركب ومعقد جداً وهناك الكثير من الطوائف والكثير من الفصائل فيجب المحافظة في كل الأحوال على هذا النسيج ومصر لها دور فاعل في الخطط المطروحة من الجامعة العربية لحل المشكلة السورية. الفصائل والمعارضة السورية عليها أن تتوحد وتقدم جبهة واحدة للعالم الخارجي حتى يكون لها مصداقية ولها حجية للتعامل مع العالم الخارجي وهذا موقف ثابت في الحقيقة لمصر وهو ضرورة توحد المعارضة السورية في الداخل والخارج والآن السيد كوفي عنان تقدم بخطة من ست نقاط وموقفنا الحالي دعم خطة كوفي عنان على أمل وقف إراقة الدماء وإيجاد حل سياسي لإنهاء هذه الأزمة التي لا يقبلها أحد أو يقبل مستوى العنف الذي وصلت له أو يقبل سفك الدماء المستمر للشعب السوري. لقاء ثنائي متميز وحول أهم القضايا التي طرحها للنقاش مع الجانب السعودي خلال هذه الزيارة السريعة للمملكة قال وزير خارجية مصر: على المستوى الثنائي مع سمو الأمير سعود الفيصل بحثنا العلاقات الثنائية الاقتصادية وكما هو معروف أن المملكة أودعت وديعة (مليار دولار) في البنك المركزي المصري لدعم الاقتصاد المصري وهناك قرض بشروط ميسرة بحوالى (750) مليون دولار للصناعات الصغيرة والمتوسطة والمملكة في الشهر القادم سوف تشتري سندات خزانة في حدود (500) مليون دولار وهناك أكثر من ذلك سيحدث إن شاء الله وتحدثنا عن كيفية تفعيل كل هذه الأمور وتحدثنا بالطبع عن الأوضاع حول الجالية المصرية الكبيرة في المملكة ووجدنا كل تعاون واهتمام وتقدير لما تقوم به الجالية المصرية في المملكة وهناك نية مشتركة للتعامل مع المشاكل الصغيرة التي قد يقابلها بعض العاملين في المملكة وعلى الصعيد القومي والإقليمي كان من أهم الأمور طرحنا موضوع القضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي في ضوء السياسة الاستيطانية ووضع فلسطين يهم كل عربي وهي أهم الموضوعات التي تطرقنا إليها في هذا اللقاء.