مازال الفول سيد السفره العربية رغم تواضع مظهره لانه اذا حضر ازرى بالاطعمة الاخرى حتى ولو كانت من جنس الاسكلوب والكافيار ويقول اخصائيوا الفول والفلافل: الفول سيد السفرة والحمص وزيرها والطعمية خادمتها. والفول مع التميس وجبة لذيذة ومشبعة و اقتصادية الثمن اذ يمكنك بريال للفول وريال للتميس ان تشبع اربعة اشخاص من ذوى الشهية المتوسطة، كما ان الفول اكله عالمية بدليل تجمع الناس حول جرار الفول في الصباح الباكر ومن مختلف الجنسيات. وقد اقترحت على الدكتور بطرس غالى ايام ترؤسه الاممالمتحدة ان ينشر زراعة الفول في قارات العالم الست لحل مشكلة الجوع العالمي حيث إن وجبة الفول تكلف مبلغا زهيدا وتبقى في المعدة 24 ساعة. ويشكل الفول مع التميس وجبة صباحية منشطة لعمال الانشاءات والمقاولات ولو شح لحدثت ازمة في اعمال المقاولات باكثر مما يمكن ان يسببها نقص الاسمنت والحديد لان العمال اذا التهموا هذه الوجبة المنشطة قفزوا على السقالات كما يقفز الاسد على الغزال ورقصوا بين درجاتها كما يرقص الساحر على الحبال. والفول اكلة مصرية لايعرفها الافغان والتميس خبز افغاني لايعرفه المصريون ثم حصل اللقاء بين الاثنين على ارض المملكة منذ سنوات بعيدة فتكونت منهما وجبة سعودية تفوقت على كل الوجبات. ولازلت استمتع بشراء الفول والتميس صباح كل جمعة فاذهب الى الفوال مشيا على الاقدام وآخذ ماأريده من الاقراص مباشرة من الفرن وهي مازالت تدخن وتكفيني ورقة كرتون لحماية اصابعي من الحرارة ثم اشم رائحة الخبز الحار الذي لاتعدله رائحة، واعود ادراجي الى البيت بمامعي من الفول والتميس والعائلة تنتظرني على احر من الجمر فاذا وصلتهم قاموا بتحضير الفطور الذي يأتينا ونحن مفترشون الارض فنسرع في غمس كزم التميس الحار في صحان الفول الخزفية ونتجرع بعدها الشاهي بالحليب مع الحديث العائلي الممتع. وقد حسدني على هذه المتعة احد اصدقائي بعد ان تبوأ منصبا جامعيا مرموقا لايجوز معه الذهاب عيانا لشراء الفول والتميس فبقي يوم الجمعة يرمقني من بعيد في ذهابي وايابي. ولاصحة لاتهام الفول بوقف نشاط الدماغ كما يزعم المدرسون الخصوصيون بدليل ان العالم المصري احمد زويل تربى على الفول وحصل على نوبل في العلوم بل ان للفول فوائد طبية فقد ذكرت الصحف المصرية ان الفول زاد من مناعة المصريين ضد انفلونزا الخنازير اما التميس وهو اكلة الافغان المفضلة فدليل فائدته ان الافغان هزموا ثلاث امبراطوريات في ثلاثة قرون متتاليه : الامبراطورية البريطانية في القرن التاسع عشر والروسية في القرن العشرين والغربية في القرن الواحد والعشرين ولهذا استطيع ان اقول بانه لا خوف على الاجسام والعقول من اكل التميس والفول.