برهنت المواقع الالكترونية التي تحمل أسماء مناطق المملكة أن الاستخدام الواعي للتقنية الحديثة يحقق مكاسب ثقافية واجتماعية وخدمات صحفية متميزة.. وبنظرة سريعة على هذه المواقع نجد أن كلاً من موقع تنومة وموقع عسير والنماص وتبوك والمدينة المنورة وكذلك موقع مكةالمكرمةوجدة كلها تمثل مشاريع صحفية على شبكة الانترنت.. استطاعت من خلالها تعويض ما لم تستطع الصحف الورقية ووكالة الأنباء السعودية الوصول إليه سواء في مجال الخبر أو التحقيق الصحفي. كما يقوم القائمون على هذه المواقع بتحديث وملاحقة كل ما هو جديد داخل وخارج مناطقهم بشكل مهني متمكن. وفي الوقت نفسه فتحت هذه المواقع أبوابها لاستقطاب القدرات الثقافية من الشباب والشابات الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى الصحف الورقية بسبب المحسوبية و»الشللية» التي يمارسها بعض القائمين على صفحات القراء والصفحات الثقافية داخل هذه الصحف الورقية. ولابد من الاعتراف بهذا الخلل المؤسف والمزمن في صحافتنا المحلية منذ زمن بعيد!! غير أن تقنية الانترنت قد كشفت لنا من خلال هذه المواقع للصحافة الالكترونية المحلية حجم الثقافة التي يتمتع بها الكثير من هؤلاء الشباب وقدرتهم على الممارسة وما يتمتعون به من روح عالية في سجالاتهم وانتمائهم الوطني. وذلك رغم حداثة تجاربهم. لقد توقفت عند الكثير من هذه المواقع الإلكترونية لأقرأ تفاعلهم مع الأحداث والمناسبات وتغطياتهم الصحفية لأجد على سبيل المثال مواقع الاصطياف في كل من موقع تنومه وعسير حملة مركزة تهدف إلى توضيح الأماكن السياحية بكل معالمها، وذلك من خلال الأخبار والتحقيقات المصورة التي تبرز جمال الطبيعة وتدعو السواح للاتجاه إلى هذه الأماكن. كما يتم وضع الأدلة السياحية وجداول الفعاليات الصيفية ومناشطها المتعددة في صلب اهتمام هؤلاء الشباب. وهو ترويج للسياحة الوطنية لم يجد نصيبه من صفحات الإصدارات الورقية بالشكل المطلوب ولا بالمتابعة المستمرة. كما أصبح المواطنون مرتبطين بكل ما هو جديد في كل المناطق من خلال المواقع الإلكترونية في كثير من الأخبار التي كما قلت لا تقوم الصحافة بنقلها بقدر ما أصبحت تنقل عنها من خلال محرريها ومندوبيها. وهو ما يذكرنا بتجارب الآخرين في أوروبا وأمريكا حيث كانت ومازالت هناك صحف ورقية تصدر في المناطق والأحياء المختلفة.. وتعكس صورة يومية لواقع المجتمع وحياته اليومية. وهنا يبقى أن أذكر معالي الوزير عبد العزيز خوجة وأخي الأستاذ عبد الرحمن الهزاع بما كنا قد طرحناه في اجتماع هيئة الصحفيين السعوديين بضرورة تحديد مسؤوليات القائمين على هذه المواقع والمشرفين عليها وانضوائهم تحت قوانين النشر لوسائل الإعلام السعودية. وبالتالي تشجيع من يقدمون خدمة صحفية بعد الاجتماع بهم وشرح الأخلاقيات المهنية من قبل المختصين بوزارة الإعلام واستبعاد المواقع التي لا تقدم عملاً أكثر من ممارسة «النعرات» والعبث الإعلامي غير المسؤول. وتحية لكل القائمين على المواقع المتميزة التي بدأت تطرح نفسها كصحافة الكترونية تدرك مسؤولية الكلمة وتقدم خدمة وطنية واجتماعية واعية ومتمكنة.