عني ديننا الحنيف بالأخلاق أيما عناية ووصف عز وجل نبي الأمة صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى " وإنك لعلى خلقٍ عظيم "وقال صلى الله عليه وسلم : "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" وسئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم فقالت " كان خلقه القرآن " .فكان صلى الله عليه وسلم قرآناً ونوراً يمشي على الأرض فما بال أقوامٍ الآن وقد انسلخوا من تعاليم دينهم وتجردوا من رداء الأخلاق والحياة وهم للأسف يدعون بأنهم مسلمون بعد أن تزعزع الإيمان في صدورهم استحوذ عليهم الشيطان وأغواهم ووقعوا في شراكه أجارنا الله، فها هم يرمون بالأخلاق والتعاليم السمحاء أرض الحائط ويقومون بأفعالٍ شنيعة ودنيئة لايقبلها الشرع ولا تقرها الأعراف ونسوا أنهم اليوم في عالم يسمعُ ذبيب النملة على صخرةٍ ملساء وقبل ذلك يعلمهم علام الغيوب وماتخفي الصدور سبحانه وتعالى. جرائم أخلاقية تشمئز منها النفوس وتقشعر لها الأبدان وللأسف أنها في مواقع مؤثرة. وإليكم النماذج: مدير مدرسة في إحدى الدول يتحرش بالقاصرات من طالباته وهن لم يتجاوزن الحادية عشرة من عمرهن وفضح الله أمره بين الخلائق وعلى رؤوس الأشهاد. وقد روى المؤرخون عن القائد العربي المسلم المجاهد صلاح الدين الأيوبي أنه لما تأخر النصر على الأعداء بعد أن أخذ بكل الأسباب المؤدية للنصر همه ذلك الأمر جداً وقض مضاجعه فجمع الدعاة والوعاظ الذين يأخذهم معه في فتوحاته وسألهم عن الأسباب فاكتشفوا أمراً بسيطاً أدى إلى تأخر النصر حيث لم يتقيد الجنود بالسنة النبوية (في السواك) ولما عادوا إليه فتح الله على يديه الفتوحات العظيمة ومنها المسجد الأقصى الشريف .وفي هذا السياق فإنني ادعو المؤرخين إلى تصحيح تاريخنا العربي وإعادة كتابته من جديد على أسس سليمة وموثقة فالبطل العربي صلاح الدين الأيوبي قائدٌ عربيٌ قرشي أموي تعفر أجداده ببطحاء مكة الطاهرة فهو حفيدٌ لآخر خلفاء بني أمية ونسبه كما يلي : أن الحسن بن داوود قد رجَّح في كتابه صحة شجرة النسب التي وضعها الحسن بن غريب، والتي فيها نسبة العائلة إلى أيوب بن شاذي بن مروان بن أبي علي (محمد) بن عنترة بن الحسن بن علي بن أحمد بن أبي علي بن عبد العزيز بن هُدْبة بن الحُصَين بن الحارث بن سنان بن عمرو بن مُرَّة بن عُوف بن أسامة بن بَيْهس بن الحارث بن عوف بن أبي حارثة بن مُرّة بن نَشبَة بن غَيظ بن مرة بن عوف بن لؤي بن غالب بن فِهر وهو جد قريش .. وأنا أورد ذلك عملاً بقوله تعالى "(ادعوهم لآبائهم) , والله ولي التوفيق. وقفة .. قال الشاعر الإسلامي الكبير محمد إقبال: إذا الإيمان ضاع فلا أمانا ولا دنيا لمن لم يحي دينا ومن رضي الحياة بغير دينٍ فقد جعل الفناء له طريقا