كبحت دوريات الشرطة المرورية السرية جماح كثير من المتهورين الذين يسيرون بسرعات عالية في شوارع المدن الداخلية بخاصة، وجاء نظام (ساهر) المروري ليسهم في تحسن الوضع بشكل ملحوظ، فطريق مكة الداخل الى الرياض من جهة حي السفارات اصبح السير فيه اكثر هدوءاً، وكنت افضل الوقوف على عدة اشارات في طريقي الى العمل على السير فيه! وعلى المسؤولين عن تطبيق هذا النظام ألا يلتفتوا إلى صرخات دافعي الغرامات المرورية لأنهم لم يراعوا الأنظمة المحددة للسرعات رغم مرورهم عليها مرات لا تحصى من قبل. وهذه الاستجابة الحذرة من سائقي السيارات أمر حسن على كل حال، ولكنها لا تكفي إذ لابد من تحولها الى جزء من الثقافة الشخصية، او العادة السلوكية التي يؤديها الشخص بشكل لا شعوري. وهذه الظاهرة تشبه ظواهر كثيرة في حياتنا نقر ونعترف بها نظريا، ولكننا نعجز عن تحويلها الى سلوك عملي يومي فيتغلب فينا الطبع على التطبع!! لا يوجد احد ينكر خطورة ما وصلت اليها نسبة الحوادث المرورية، وكل ما قيل في وسائل الاعلام ومنابره من الصحف اليومية حتى منابر الجمعة لم تؤت ثمارها الا ان يتدخل النظام القسري الصارم ليجبر راكبي خيول العصر على شد زمام خيولهم وكبح جماحها!! من منا نحن - المسلمين - لا يعرف نظام (رقيب) الذي يلازمنا ليل نهار، (ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد) واننا سنأتي يوم القيامة وشهودنا علينا من انفسنا ايدينا وارجلنا وجلودنا، وسيفتح لكل منا كتابه لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا حصاها! من منا ينكر ذلك؟ ولكن قلة منا يدرك ان نظام (رقيب) الالهي يسجل علينا المخالفات المرورية والوظيفية بانواعها كما يسجل الكلمة السيئة، والعمل السيئ، واكثر من ذلك يسجل علينا الالتزام المروري، والوظيفي والكلمة الطيبة والعمل الحسن لنثاب عليها، كما نعاقب على ذلك، فهلا دمجنا نظام (ساهر) بنظام (رقيب) لتكون عادتنا عبادة، ودنيانا ديناً؟!