ينتشر مرض الحساسية في معظم مناطق المملكة بمختلف أنواعها، فمنها ما يصيب الجهاز التنفسي بما يعرف بحساسية الصدر، ويعاني مرضى الربو من أزمات حادة في بعض الفصول من السنة خاصة في فصل الربيع، حيث تنتشر حبوب اللقاح في الجو، وإما حساسية الجلد فهو أكثر عرضة للتغيرات التي تحدث في الطقس والأكثر عرضة للإصابة بالحساسية كشعور المريض بحكة شديدة, وعادة ما تنتشر في المناطق الزراعية والساحلية من المملكة. بينما تعد حساسية الأنف الأكثر انتشاراً على الإطلاق حيث يصاب المريض بالسيلان وانسداد الأنف، ويشير العديد من الأطباء إلى أن حوالي من 40 إلى 50 بالمائة من سكان المملكة لديهم القابلية للحساسية وحوالي30 بالمائة من السكان لديهم حساسية في الأنف و10 بالمائة إلى 20 بالمائة يعانون الربو. ويعتبر مرض حساسية الأنف التهاب أو تهيج للأغشية المخاطية المبطنة للأنف والناتج عن تعرض هذه الأغشية لمواد خارجية تثيرها، وتسبب هذا الالتهاب وهذه المؤثرات الخارجية قد تكون تراب في الجو أو غبار القش أو تبن عالق في الجو أو شعر أو ريش حيوانات متطاير. وتكون هذه الحساسية مزمنة مع بعض الأشخاص بمعنى أنها موجودة بشكل دائم ومستمر طوال الوقت، وفي هذه الحالة يكون السبب هو نمو أجزاء بارزة من أنسجة الأغشية المبطنة للأنف والتي تتسبب في حدوث مرتفعات ومنخفضات داخل تجويف الأنف وهو ما يسمى بلحمية الأنف. وتتمثل الأعراض المصاحبة لهذا المرض في رشح بالأنف (إفراز غزير لمادة سائلة شفافة غير لزجة)، رغبة في حك الأنف مصحوباً بعطس، وأيضاً احتقان بالأنف مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس وتلفظ الأنفاس من الفم وهو ما يسمى الزكام، ولكن غالباً لا يصاحب ذلك ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم أو التهاب بالحلق. وهناك العديد من التحذيرات لتفادي أي أضرار ناتجة عنها فيجب مراعاة عدم استخدام مضادات الاحتقان وأدوية الكورتيزون لفترات طويلة، كما أنه للوقاية من هذا المرض يجب البعد عن المؤثرات الخارجية التي تسببه (خاصة البعد عن التدخين والمدخنين). كما يمكن استخدام الأجهزة التي تعمل على تنقية الجو من الغبار والميكروبات داخل المنزل وفي السيارات (فلاتر تنقية للهواء). ويجب اتخاذ الحذر لأنه ما تكون حساسية الأنف شديدة أو مزمنة فإنها قد تؤدي إلى عدد من المضاعفات منها الالتهاب البكتيري الحاد أو المزمن للحلق واللوز، أو التهاب الجيوب الأنفية البكتيري الحاد أو المزمن، وأيضاً التهاب الأذن الوسطى البكتيري عند الأطفال، والتهاب المجاري التنفسية العليا البكتيري الثانوي.