* ربما كان العنوان هو عنوان لصفحة "بلادية" كانت تنشر اسبوعيّاً قبل سنوات ليست بعيدة وليس هذا موضوعي بل هو استعارة للاسم، وموضوعنا هو معاناة الناس من الناس الذين اصبحوا ومن سنوات طويلة يؤمنون بمبدأ وحكمة "يقولون" والتي فتحت أبواباً زادت عمَّا فتحه "النت من ابواب!!" قضايا وقصص واخبار لابد للحياة منها، لكن المشكلة تكمن في عدم "دقة" ولا اريد ان اقول "صدق" الناس أو اكثر الناس في التعامل مع ما يسمعونه من الناس ايضا، ولو اعطينا نموذجاً للقاءات اليومية او الخاصة او في المناسبات المختلفة تسمع من هنا ومن هناك الكثير من الاحاديث القائمة على فكرة "قالوا" ويقولون ويتحدثون، وخلال سماعك للقصص من "البعض" تعرف ان الموضوع "مُختلق" يؤدي في كثير من الاحيان الى تعريض الناس للألم وإلحاق الأذى بهم وهم أبعد ما يكونون عمَّا ألصق بهم من تهم يجد البعض سعادتهم في ذكرها لتتناقلها المجالس وتصل اليك او لغيرك في صورة اخرى للاسف أسوأ مما بدأت به!! ولتقريب الصورة اذكر ما حصل قبل اسبوعين أو أقل لأحد الزملاء بعد تركه لوظيفته وفور انتشار الخبر تابعت ما يتحدث به الناس وما تنقله رسائل الجوال ثم تابعت ما تقذف به مواقع النت وعجبت لخيال الناس واستعدادهم للاذى والاساءة للغير و"حَبْك" القصص والاسباب وكأنهم شهود حال او كانوا من اطراف القضية وهم أبعد ما يكونون عن كل ذلك.. حتى ان البعض يتصل بك هاتفيّاً او يحرص على لقائك ليؤكد لك ان الاسباب ليست ما يتداوله الناس بل هي كذا وكذا وعندما ترد عليه بأنه لا يعلم عن الامر شيئا اعتمادا على معلوماته يستمر ويؤكد لك انه استقى حديثه من مصادر "خاصة" ولكنه لا يستطيع ان يكشفها!! وأسأل كيف يسمح الناس لأنفسهم ان ينالوا من الناس دون وجه حق؟ حصل ذلك عندما بدأ التحقيق في قضية "سيول جدة" حتى أن أحد هؤلاء اتصل بي وقال انه رأى "فلانًا" مكبلاً بالقيود وعندما نقلت لأحد الإخوة الحديث اجابني: لقد كذب لأن "فلانًا" هذا رأيته مساء أمس في مناسبة بل وتبادلت معه الحديث.. وليس لدي الانسان الاستعداد للتحقيق في هذه "الاقاويل" ومعرفة صحتها من عدمها وهم اي "الناقلون" يعرفون أن في ذلك اثماً وتعديًا على الناس وتشويه اسمائهم وأسرهم. ولو عدنا لعنوان المقال "ماذا تقول لهؤلاء؟" فأنا اتمنى منهم ان يكفوا عن الاتهامات بل حتى والحديث عن شخص كان حظه او عمله او ظروفه او ارادة الله ان "يقع" وألاَّ نكون من الشامتين بل الواجب سؤال العافية لنا ولهم ولا يمكن "التشفي" في الناس، وليس هناك ما يمنع من الوقوع في مثل ما وقعوا فيه ان لم يكن اكبر من ذلك. دع الناس لأحوالهم وابحث عن نفسك وشؤونك وأصلح من عيوبك، وأكثر هؤلاء لهم العديد من المآخذ لكنهم للأسف لا يعرفون عنها شيئاً أو لا يريدون أن يعرفوا!!