منذ عقدين ونصف عنونت اكثر من مقال ب ( بنوك لا تعرف الخسارة ) واقصد بذلك ( الجمعيات الخيرية ) ولكن وللأسف كثر في الاونة الاخيرة وعبر كافة وسائل الاعلام طرح سلبيات خطيرة من خلال بعض مؤسساتنا الخيرية من جمعيات خيرية او مؤسسات تكتسب صفة النفع العام سواء كانت من خلال مخالفات مالية او ادارية او جودة الاداء. جمعيات خيرية ومؤسسات انسانية نكتشف في الاخير ان ما يحدث داخل اسوارها يتنافى ومضمون مهامها وعكس مايصرح به اعلاميا من قبل المشرفين او القائمين عليها، ولست هنا بصدد تسمية جمعية او مؤسسة بذاتها فمن المؤكد ان وزاره الشؤؤن الاجتماعية هي الاقرب الى تلمس اداء تلك المؤسسات والتي عادة ماتتفاخر الوزارة بها وقد لايخص الوضع وزارة الشؤؤن الاجتماعية وحدها فوزارة الصحة ايضا هي الاخرى لديها سلبيات تكشفت للرأي العام عبر وسائل الاعلام فجمعيات خيرية تدار باسلوب التطوع رغم وجود ميزانيات لها وموظفون يقومون عليها مقابل مرتبات تصرف شهريا ومؤسسات انسانية تعنى بالعجزة او المعاقين تناثرت عبر وسائل الاعلام سلبياتها بشكل مخيف وكذلك الشأن هو مع مستشفيات الامراض النفسية ودور النقاهة وكأن مثل هذه الجمعيات والمؤسسات قامت على اموال تطوعية وهذا خلاف الواقع. فوزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الصحة ترصد سنويا ميزانيات ضخمة بهذا الصدد لكن النتايج الاخيرة حقيقة زعزعت الثقه واوجبت تحركاً سريعاً لتصحيح الاوضاع واشعار القائمين على مثل تلك الجمعيات والمؤسسات انها قائمة على دعم الدولة ولاتشكل الهبات الا نسبة ضئيلة، ويجب ان يقترن ذلك الدعم بالمحاسبة ويتطلب الامر بصورة عاجلة اعادة تشكيل لجان عليا مهمتها تنحصر في العمل على التطوير والتدريب وادراك مهام وواجبات مثل هذه الجمعيات والمؤسسات إذ لايكاد شارع من شوارع مدننا الكبيرة يخلو من اسم جمعية خيرية او دور انسانية، لكن المتابع لايلمس لها تأثيرا مباشرا على تحسين الاداء لأنه وكما يبدو ان العمل داخل تلك الجميعات والمؤسسات يعد ارتجاليا قد تلعب العاطفة ونقص الخبرة وسوء الادارة الى ان تشكل عوائق تعيق حسن الاداء وان يكون العمل داخل تلك الجمعيات والمؤسسات ممنهجا ومدروسا، الهدف منه ان تصل الخدمات الى اكبر مساحة وان يكون الاداء ذا مردود ايجابي جماعي ملموس خصوصا وأن الدعم الذي يصل تلك المؤسسات والجمعيات سواء من الدولة او من القطاع الخاص يعد في مجمله ميزانيات دول لكنها تذهب كما أسلفت هباء منثوراً لعدم وجود اجندة عمل ذات استشراف مستقبلي بعيد ، تتجاوز هبة الكيس والكرتون المنتهي الصلاحية الى مشاريع تنموية خدمية شمولية اجتماعية وسكنية وصحية يجد فيها المحتاج مايستره من سكن ويوفر له حياة جيدة، لذلك فعشمنا كبير في ان نسمع قريبا عن تشكيل لجان عليا تعتني بهذه الجمعيات والمؤسسات وتوجهها التوجيه السليم الذي يقدم للمجتمع خدمة شمولية تنظر المستقبل البعيد وليس النظرة القاصرة التي تكتفي بقوت اليوم او الشهر او ارقام دفترية لا تقدم شيئاً يذكر على ارض الواقع. عشمنا وقد تابعنا مؤخرا تلك السلبيات ان يكون هنالك تحرك نشط مدروس يلامس حقيقة مهام وواجبات هذه الجمعيات والمؤسسات وان تدار من خلال الاكفأ القادر على وضع برامج مستقبلية هادفة وبناءة نحو مستقبل يرفع من قيمة وشأن هذه المؤسسات التي لاشك انه متى ماتوفرت لها الادارات المدربة والبرامج المدروسة سيكون عطاؤها اكثر جدية واشمل نفعا وابعد عطاء، حيث سنجد المجمع السكني والمستشفى الخيري والمصانع المنتجة التي تحتوي ابناء الأسر المعوزة هذا وبالله التوفيق جدة ص ب 8894 فاكس 6917993