قرأت قبل أيام عبر الإنترنت وبعض الصحف رسالة كاتبة سعودية "وجيهة الحويدر" موجهة لوزير العدل المغربي تقول فيها بإيجاز "إرحمونا من نسائكم" وكأنها تؤكد تميّز المرأة المغربية عن سائر النساء العربيات كزوجة ما يجعلها تشكل تهديداً للزوجات العربيات. كما علمت أن القانون المغربي يعتبر رادعاً للنساء المغربيات اللواتي لا يترددن في التعدد على حساب مشاعر نساء أخريات في بلد آخر لأن القانون هناك يطالب الزوج المغربي بإحضار موافقة الزوجة على الزواج من امرأة أخرى . والأخت "وجيهة الحويدر" تزعمت وجهة نظر في توجيه الرسالة لوزير العدل المغربي حتى يطبق القانون المغربي على كل وافدٍ للزواج من بلاده. بالطبع تفاعلت مع ما قرأته وأود أن أوصل رسالتي للأخت الفاضلة وجيهة الحويدر بأن الدين الإسلامي أعطى الزوج التعدد في حدود إمكانياته وقدراته. وهذا الشرط لا يتفق مع مبدأ التعدد ولا سيادة الزوج ولا الشريعة الإسلامية السمحة.وإذا كانت تعتقد أن المغربية أكثر تكيّفاً مع الزوج أياً كان موقعه وجنسيته ومكانه.. فإن على المرأة السعودية محاكاة المرأة المغربية للحاق بالأخريات اللاتي استطعن اجتذاب الرجل السعودي رغم أن الاجتذاب لا يكون في نظري إلا بعد الزواج والعشرة وتبادل العواطف والمشاركة الفعالة في الحياة الزوجية كما أرى على مدى سنين عمري المديد ومن واقع بلادي وميدان حياتي أن المرأة السعودية امتازت على غيرها بالكثير من الصفات.فهي مشاركة فاعلة في شؤون الحياة الزوجية بحلوها ومرّها ببؤسها ورخائها لكنها سُلبت من حيث تعلم او لاتعلم.. تساعد ولا تُجزى.. تربي ولا تُحمد. المرأة السعودية لها ركنٌ جميل باهٍ مزدهر في كل بيت من بيوتنا ازدان بالوفاء والوقار والحياء والشموخ والعزة والعفاف وفوق ذلك فهي أكثر محافظة على بيتها ،وتصدرت منابر الأدب والفكر كما ساهمت بالكثير من الأدوار التربوية والطبية والعلمية والدينية والاجتماعية. وها نحن اليوم نشاهد على الشاشة الفضية أخبار الكثير من بناتنا يخترقن الحاجز طولاً وعرضاً في مجال الابتكارات والمخترعات والمكتشفات في كافة المجالات العلمية. أقول بكل صراحة أن المرأة السعودية المعاصرة وأشبهها بالشمعة التي تضيء للآخرين وتحترق من أجل بناء مجتمع سليم وحتى تكتمل الصورة الإبداعية فعلى بناتنا الفاضلات أن يتنازلن عن غرورهن وكثرة متطلباتهن ويلتزمن بالشرف والعفاف والرقة حتى يستطعن سبر غور الحياة وكسب المنافسة الشريفة مع أخواتهن سواء كنّ في المشرق أو المغرب. ففي اعتقادي الشخصي أن المرأة السعودية لها زخم كبير في تفهم حياة مجتمعها ونكهة مميزة في إدراك حقوق الحياة الزوجية ومن هنا أقول لأختي في السعودية واصلي جهودك دون منازع أو مشكك في قدراتك وتطلعاتك وآمالك.. عشت سيدتي ودامت طبائعك وحسن منبتك.. فالثقة ببنت بلادي كبيرة في نفوسنا جميعاً كسعوديين لا يضاهيها مال أو حسب أو نسب.. فلا زلت مشعلاً للعطاء ومناراً لنيل الرضا.. وأقول لشبابنا والراغبين في الزواج كما قال الشاعر: ومن يخطب الحسناء.. لم يغله المهرُ.