الأسرة هي نواة المجتمع وخليته الأولى، وقيام أسرة مسلمة مستقيمة تأخذ بتعاليم وقيم الإسلام يمثل لبنة قوية في بناء المجتمع. ففي البيت تكمن القدوة الأولى والمباشرة للنشء، والنموذج الأصغر في المجتمع لدور الراعي وهو الأب والأم تجاه رعيتهما من الأبناء بنين وبنات حتى ينشأوا أجيالا صالحة تجاه دينهم بأخلاص العبادة لله والالتزام بأوامره واجتناب نواهيه، ثم تجاه وطنهم ومجتمعهم بفضائل الاخلاق من الطاعة لله وطاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وطاعة أولى الامر، والمساهمة في بناء المجتمع بالعلم النافع والعمل الجاد وتعزيز الترابط والتكافل والتراحم ، هذا هو دور الاسرة ومانرجوه أن يتعمق في كل بيت. فإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع والعكس صحيح. فالبيت أمانة ومسؤولية ورعية.. وكما قال صلى الله عليه وآله وسلم : "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" .. وديننا الحنيف يهيئ للأسرة المسلمة أجواء الروحانية من العبادة والذكر وتلاوة القرآن الكريم والخشوع والتقوى، وإحياء واجبات المسلم بالعمل بكتاب الله وسنة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وأداب الإسلام في الحياة من المعاملات والطعام والشراب والمدخل والمخرج وفي اليقظة والمنام. هذا هو البيت الإسلامي الذي يعلم النشء توقير الكبير والعطف على الصغير، والتزام البنات بالحجاب والتأكيد في نفوسهن بأنه شرف وعز للمرأة المسملة ومثوبة عند الله. هذا هو البيت الإسلامي الذي هو المدرسة الأولى في الحياة. وما أحوج بيوتنا إلى تأصيل النهج الإسلامي بعد ان باتت تهدده مستحدثات العصر من وسائل الترفيه غير البرئ واللهو وضياع الوقت في غير طاعة الله. فلقد دخل الغناء واللهو بعض البيوت فخرج الذكر والسكينة والحشمة والوقار وسيطر حب الدنيا وأطماعها على الأفئدة، فقست القلوب وأظلمت النفوس واستوحشت بعرض الدنيا الزائل. إن البيت الإسلامي يحتاج إلى أمور مهمة من أعظمها المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها بخشوع وروحانية وعلى تلاوة القرآن الكريم وعلى ذكر الله بالغدو والآصال وعلى إحياء السنن، وإلى إخراج كل لهو وعبث واجتناب كل لغو وزور، وإلى مراعاة حقوق الجار وتأصيل هذا الحق الذي أضاعته المدنية الحديثة وروح الأنانية التي سادت علاقات الناس، لتسود المحبة والمودة والانتماء إلى المجتمع الواسع، والأخذ بأسباب دخول الجنة.. عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال .. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يا أيها الناس أفشوا السلام وصلوا الأرحام وأطعموا الطعام وصولا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام. إن كل إنسان مسؤول أمام ربه يوم القيامة عن المدة التي قضاها في حياته الدنيا سنين وشهوراً وأياماً وساعات ولحظات، وكيف قضاها في خير أم في شر فإن كان ممن قضاها في الخير والبر فقد ربح وفاز وإن كان في شر فقد خسر وهلك، وما أحوجنا إلى أن نكرس المعاني والقيم الأصلية في الأسرة حتى تصلح الأجيال ويتواصل الخير في مجتمعنا. الحكمة: اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري للتواصل 6930973