في ظل السباق المحموم الذي تتنافس فيه الدول والشركات وكبار المستثمرين وتهافتهم على الصدارة في هذا الغزو الإعلامي الذي بدأ يتسلل خلسة أو علن لعقولنا وبيوتنا حتى غدا يشاركنا حياتنا على مدار الأربع والعشرين ساعة وطبعا يزخر بالصالح والطالح.. ولكنه في الأخير أصبح السلاح العالمي الأول في غزو الفكر العالمي قاطبة وقد يلمع الصورة أو يحطمها أو يطمسها إذا شاء.. الإعلام الفضائي صار صناعة تدر المليارات من الدولارات بالإضافة إلى قدرته الجبارة على صناعة وتبرير الخبر كما يصنع الحرب والسلام وفي المجمل بجوار كل هذا فهو قادر على جعلنا مقبولين أو مرفوضين على مستوى المشاهدين من كل مكان في العالم.. .. انتهى عصر الصدفة والعمل الجيد الواحد الذي نعيش على ذكراه مجرد افتتاح قناة تدور الرحى المجنونة ولا بد لهذه الآلة المجنونة من شيء تضرسه حتى لا تتكسر تروسها وتتساقط .. قبل أشهر قليلة تم افتتاح خمس قنوات سعودية بالإضافة للخمس الأولى في الوقت الذي لا زالت القنوات الأولى قليلة في نتاجها وحصادها وتكاد الأخبارية تكون الوحيدة المقبولة لعرضها على العالم بين الإعلان عن القنوات الجديدة وبدء البث فيها ما لا يتجاوز الشهرين فقط وقد بدا ذلك جليا من خلال تكرار البرامج قناة القرآن برغم بساطتها تماما الا إنها رائعة بمادتها طبعا التلاوة العطرة بأصوات مقرئينا الكرام فلتظل كذلك ولا نطمع بالمزيد. قناة السيرة النبوية تحتاج إلى إنتاج برامج جديدة في الطرح والمناقشة والانفتاح أكثر على الجماهير الخلاصة تحتاج لميزانية كبيرة. القناة الاقتصادية مقارنة ببرامج العربية تحتاج إلى تغيير هيكلة في الطرح والإعداد والخلاصة تحتاج لميزانية كبيرة. قناة أجيال هي فعلا أجيال حبذا لو تم إلقاء نظرة على قنوات الأطفال العالمية لنعرف كيف نحبب الطفل في العلم والتعلم والاكتشاف.. .لكي تخاطب القناة الأجيال القادمة لا بد أن تغير ثوبها وشكلها وطريقة تفكيرها تماما.. تحتاج لدعم غير محدود مادي وفني. القناة الثقافية لا يتوفر فيها من الثقافة إلا أسمها لأنها في الواقع متخصصة في عرض المواد القديمة والمستهلكة من مكتبة التليفزيون. القناة أما أن يعاد تشكيلها وصياغتها بما يتفق مع القنوات الثقافية ويخصص لذلك ميزانية كبيرة وإلا بلاش لسنا طماعين بحيث نطلب مستوى مثل قنوات ديسكفري مثلا ولكن على الأقل يحتاج المشاهد إلى قدر من الفكر فيما يملى عليه وتحتاج صورتنا الخارجية إلى جهد أكبر في العرض لدينا الكثير مما يقدم يحتاج إلى إنتاج ومضاعفة جهد واستقطاب كبار المعدين والمخرجين أسوة بما تفعله القنوات الخاصة الأخرى ولعل تجربة mbc الناجحة في نسبة المشاهدين اليومية. وقطعا هذا لم يأت من فراغ هناك ملايين لا تحصى ولا تعد تصرف من أجل تغذية هذه القنوات. القنوات الجديدة في حاجة ماسة إلى إعادة نظر في كل شيء ووضع ميزانية مالية حقيقية تتناسب مع حجم بلاد في الخارج فالإعلام سلاح ذو حدين وبلادنا أمانة في رقبة المسئولين عنه وأصحاب القرار. قبل التفكير في بث مزيد من القنوات مثال الصحة والأسرة والمرأة والرجل يجب من عمل دراسات استبيانيه مستفيضة وإعادة جدولة لهذه العرض. ** وردة.. ...ِ دخيلك ياليل.. لا تبطي.. ترى طول الظلام أورث قلبي الهموم ماعاد ليلي سهر وشموع وضربة وتر وإشعار ونديم كبرنا بعد كنا صغار وصار الهم جلباب وفراش دخيلك ياليل.. رجيتك عن عيوني تغيب دخيلك نخيتك قل جاك وتم.