إن من حق الابن على الأب أن يحسن تسميته أي أن يسميه اسماً حسناً وكانت العرب تقول إن للإنسان نصيبًا من اسمه وقد توفي بالامس القريب الشيخ جميل محمد حامد سليمان عزاية رحمه الله الاحد 21 ربيع الأول 1431ه ، وآل عزاية أسرة جداوية عريقة كان جدهم أحد أربعة رجال خرجوا للملك عبدالعزيز ليسلموا له جدة بعد أن غادرها الشريف علي بعد حصار طويل وهم من عربة جدة أي أصلا من بدو هذه المدينة والذين اصبحوا حضرا فيها من مئات السنين وهم اسرة متعلمة فقد كان جدهم محاميا ووكيلاً لآل نصيف فرع الأفندي نصيف ويدير لهم عقاراتهم وكذا كان ابنه العم محمد وكيلا لهم وهم يعملون في مهنة المدافعة في المحاكم ولم يكونوا يسمون ذلك بالمحامي كما هو اليوم ولكن كان يسمى دعوجي وهو شخص متعلم ولديه قدرات للكلام وعلم في الدين ليدافع عن الشخص غير المتعلم أو غير الراغب في الحضور للمحكمة لمواجهة الخصوم فيوكل دعوجيا ليقوم بذلك عنه. كانوا يسكنون في حارة المظلوم خلف منزل جدي لأمي الشيخ عبدالوهاب حسوبة رحمه الله أمام بيت أبو زنادة بجانب بيت آل مرزوقي وبيت العم إبراهيم أبو الحمايل رحمه الله. وقد كانت تربطهم بأهل أمي آل حسوبة علاقة عائلية كبيرة فقد تزوج جدي مصطفى رحمه الله منهم أخت العم محمد عزاية ثم تزوج بابنته، كما تزوج ابن عم محمد عزاية العم سليمان رحمه الله لخالتي وتزوج خالي بأخت العم سليمان وكانت العلاقات العائلية لكثرة المصاهرة فيها أخذ ورد كثير، ومن أصهار آل عزاية آل راجخان فقد كان الشيخ جميل محمد عزاية متزوجا منهم وكانت اخته ايضا متزوجة من الوجيه عبدالرزاق عبدالله متبولي وهي ليست شقيقته وامها هي اخت الرئيس "رتبة عسكرية" حمزة عبدالعزيز رحمه الله الذي كان مديرا عاما لقلم المرور في الستينيات الميلادية الثمانينيات الهجرية، وكنا ونحن اطفال نذهب لحلقة الخضرة وحلقة الحشيش "النجيلة" والفحم والحطب لأن أهل والدتي من آل حسوبة كانوا "دلالين" أي مزايدين يبيعون تلك الاشياء في مزادات يومية وكان معهم آل أبو زنادة فالعم محمد صالح في حلقة الحشيش والعم عبدالله في حلقة الخضرة والعم حامد في حلقة الفحم وبالرغم من المهاترات الدائمة بين هؤلاء الدلالين ووجودهم في منطقة يملك أغلب بيوتها العم محمد عزاية رحمه الله، فقط كان الشيخ جميل حسوبة بعيدا عن كل هذه المهاترات التي كانت تحدث بين اولئك المزايدين بل وحبيبا للجميع وقد كان جميلا في ابتسامته الدائمة جميلاً في خلقه جميلاً في تعامله كما كانت أمه "حسناء" حسناء في أخلاقها، وحسن عشرتها لمن حولها وكانت أخته زوجة خالي أيضا جميلة في خلقها وخلقتها وأخته الثانية الشقيقة زكية، زكية في تعاملها مع الناس، أما اخته المتزوجة من آل راجخان فقد كانت حميدة الخلق رائعة التعامل، رحمهم الله جميعا فقد كانوا من أهل جدة الطيبين الذين جمعوا حسن الأخلاق والخلقة. لقد شاء الله أن يكون لي معهم رضاع فأبناء خالتي من العم سليمان عزاية هم اخوتي بالرضاعة.كما ان فريد ابن عم والدتي متزوج من ابنة الوجيه جميل عزاية. رحم الله الوجيه جميل محمد عزاية ورحم كل أهل جدة الطيبين من مات منهم ومن لا يزال معنا في هذه المدينة التي لا تزال تقاوم كل انواع المعزرات والمنغصات، وأسأل الله أن يقوي أميرها ومحافظها على الحق. والحمدلله رب العالمين.