عرفت نبتة الشاي في التيبت القديمة منذ مئات السنين وتروي الأساطير قصة اكتشافها وكيف تمت بالصدفة حيث كان أحد الرهبان يتجول رحالة في الغابات حيث نام مستظلا تحت شجرة وعندما أفاق شرب من أناء به ماء تساقطت عليه أوراق الشجرة فوجد مذاقه جميلا ومن هنا تم اكتشاف استعمال أوراق الشاي وقام فلاحي الشرق الأقصى اللذين أدركوا فائدة هذه الشجرة وما تؤديه زراعتها من دور هام في تحسين سفوح التلال في الوقت الذي لا تحتاج إلى أرض شديدة الخصوبة إلى الإكثار من زراعتها . ولم يلبث أن انتشر المشروب الجديد من الصين إلى التيبت وكانت القوافل تنقله على هيئة قوالب مضغوطة وتتجه به بانتظام نحو ( لهاسا ) بعد رحلة تستغرق ثلاثة شهور ونصف.في اليابان أصبح الشاي من الطقوس الهامة في ديانة(زن) والمعلوم أن نبتة الشاي الأحمر والأخضر واحدة ولكن يتم تصنيعه في المصنع بعد القطف بواسطة التبخير والتخمير . مراحل تصنيع الشاي : مرحلة القطف ثم التجفيف للأوراق مباشرة ويجرى ذلك داخل حجرات مسقوفة وحسنة التهوية وذلك بنشرها على أرفف إلا انه لا يسمح لها بالتجفيف الكامل بل تنقل من تلك الحجرات عندما تجف وتذبل . يلي ذلك مرحلة التجزئة فتوضع أوراق الشاي في أجهزة خاصة تجزيء الأوراق بحيث تصبح أشبه بالعيدان الصغيرة منها بأوراق النبات . ثم يلي ذلك تحضير الشاي من خلال طريقتين ( التخمير ) الذي يعطينا الشاي الأسود . ( التبخير ) الذي يعطينا الشاي الأخضر بلونه الطبيعي . تعتبر الصين من أوائل الدول المنتجة للشاي تليها الهند وماليزيا وإندونيسيا وسيلان . كلمة ( الشاي ) من أصل صيني باللهجة المحلية العامية وهي لفظة عربية تعود إلى لهجة صينية كانت سائدة في منطقة كانتون حيث كان للعرب صلات بهم . أما كلمة ( تي ) الإنجليزية فهي صينية أيضا ولكنها باللغة الفصحى . دخلت بريطانيا منذ وقت مبكر إلى سوق الشاي واستطاعت السيطرة عليه بعد ان أصبحت أكثر دولة في العالم تستهلك الشاي وقد بدأ استعماله بها منذ القرن ( 18 ) عندما وضعت دوقة إنجليزية في عام 1840 م بذور تلك المادة (التي ظلت متبعة حتى اليوم وهي تناول شاي الساعة الخامسة) وسرعان ما أصبح الشاي المشروب الوطني الأول في إنجلترا وبلاد الكومنولث . وقد أخذ الإنجليز عن الصينيين طرق زراعة الشاي في ظروف مناخية أكثر رطوبة فقاموا بزراعته في الهند وسريلانكا اللتان تخضعان للاستعمار البريطاني كما أدخلوا على زراعته آلات زراعية محسنة تساعد في ذبول الأوراق بالطريقة الطبيعية وذلك بضغط الأوراق ولصقها ثم تقطع بعد ذلك بدقة بالغة . وهناك آلات أخرى تقوم بتفتيت الخلايا أو تقلل من الوقت الذي تستغرقه الأوراق عادة للوصول إلى قاعة التخمير . وقد دلت الأبحاث الحديثة أن الطرق التقليدية في الجني التي يراعي فيها انتقاء الأوراق والتي تهدف إلى انتقاء الأوراق الشابة (البيكوس) هي التي تعطي أجود أنواع الشاي . كما كان يحدث في الصين قديما ومن الأحداث التاريخية الشهيرة التي ارتبطت بالشاي ما يسمى : ( حفلة شاي بوسطن ) وتعتبر هذه المناسبة الشرارة الأولى التي انطلقت منها حرب الاستقلال الأمريكية ضد بريطانيا حيث سطا خلالها الوطنيون الأمريكيون على سفينة بريطانية محملة بالشاي الذي تستورده بريطانيا وقذفوا بحمولتها إلى البحر احتجاجا على الضريبة العالية التي تفرضها بريطانيا على تصدير الشاي الذي تحتكر استيراده شركة بريطانية هي ( شركة الهند الشرقية ) وكانت تستفيد من هذا الاحتكار والضرائب المرتفعة. ورده .. إذا طعنت من الخلف فتأكد إنك في المقدمة. كن كالنخلة السامقة كلما رجمت بحجر أعطت خير أثمارها.