كلنا ندرك إن بلادنا بفضل الله في طليعة الدول العربية وأول دولة إسلامية ولها ثقل سياسي على مستوى العالم أجمع وندرك جيداً أن لهذا الثقل وصدارة الكلمة ثمن لا سيما وبلادنا والحمد لله دولة غنية بثرواتها الطبيعية ويأتي في مقدمتها النفط ولا شك كما يقال أننا بلد التريليون لذا اعتدنا المساهمة في تخفيف مصائب دول العالم بمد يد العون عبر أموالنا على مدى سنوات طويلة وقد دفع في السنوات الأخيرة 500 مليون دولار للمغرب للقضاء على الفقر وتم بناء 200 ألف وحدة سكنية في الأردن وتم التبرع بمبلغ 700 مليون دولار لإعادة إعمار لبنان بعد حرب 2006م . وبعد إعصار كاترينا في ولاية لويزيانا الأمريكية عام 2005م تقدمت شركة أرامكو السعودية وهي واحدة من أغنى شركات النفط في العالم بالتبرع مبلغ 255 مليون دولار "955 مليون ريال" لبناء فلل ومساكن جديدة بدلاً للمنازل التي تضررت من الإعصار وقد تم تسليم 25 فيلا لأصحابها في شمال مدينة هيوستن من ضمن 150 فيلا تبنى في ولايات أخرى وقد سعد المتضررين إيما سعادة ببيوت الأحلام التي استلموا مفاتيحها من السيد داوود الداوود مدير الشركة في أمريكا .. وتشكر أرامكو على هذه الخطوة الرحيمة ولكن كنا سنشكرها بصدق لو تفاعلت مع منكوبي سيول جدة وقدمت لهم ولو صنادق من خشب ولماذا لم يشمل هذا العطاء السخي فقراءنا لا سابقاً ولا حالياً ؟. أروي لكم حادثة من ضمن مئات الحوادث حدثت الأسبوع الماضي روتها لي صديقاتي من الجمعية الخيرية أثناء جولة تفتيشية لهن في حي المصفاة بالكرنتينا بعد حادثة السيل ظهرت لهن فتاة صغيرة في السابعة من العمر طلبت منهن زيارة والدتها وتبعنها إلى حجرة صغيرة واقعة في منطقة منخفضة تشبه القبو ودخلن ورأين سيدة في نهاية العقد الثاني مقعدة على فراشها وبيدها طفل لم يتخط عمره الستة أشهر وأمامها ثلاثة أبناء آخرون في الخامسة وما دون فما قصة هذه المرأة لقد تعرضت إلى حادث وهي في سن العاشرة من العمر وقعت من السلم وتضرر ظهرها بشدة ونظرا للفقر الأسري الذي يكتنف عائلتها لم تجر لها عملية وبعد أن كبرت تزوجت وأنجبت الطفلة الكبيرة (7سنوات) ونتيجة للحمل والولادة المتتالي عجزت عن تحريك نصفها الأسفل فأصبحت مقعدة تماما لا تتحرك إلا على مقعد متحرك حاولت سيدات الجمعية تقديم ما يلزم من معونات ضرورية لهذه السيدة ذات الإعاقة الشديدة وأطفالها الخمس بحسب أولويات الجدول وإن ظلت مشكلة سكنها بلا حلول .. هطلت الأمطار في المرة الأخيرة ونتيجة لتداعي كل شيء بالحجرة العتيقة تسربت المياه للمبة السقف الوحيدة التي تنير الحجرة الصغيرة وكانوا نياما تطاير الشرر وشظايا الزجاج من اللمبة المهترئة سقط على الفراش الذي بدأ يشتعل هربت الفتاة الكبيرة وأخواها اللذان يصغرانها تذكرت عجز أمها وأخويها الرضيعين عادت مرة أخرى لإنقاذهم فاحترقت معهم أنقذ الجيران الأم العاجزة بصدق حين عجزت عن الوصول لصغيريها تقول لازلت أشتم رائحة جلودهم المحترقة ..نجت هذه البائسة بعد أن رأت بعينيها أطفالها الثلاثة يحترقون حتى الموت .. تقبع هذه الأم عند بعض أقاربها كضيفة مؤقتا ومعها ولداها الناجيان.. هذه قصة حقيقية بدون رتوش بدون تجميل أسجلها تماما كما حدثت أخاطب بها كل مسئول وصاحب قلب كبير وأقول لن يعدم الخير في بلد الخير أليس كما يقولون ما يجوز على البيت يحرم على الجامع أليس فقراء السعودية يا أرامكو السعودية أولى ببناء منازل العمر ومبلغ 955 مليون ريال كان كافياً لبناء الأحياء التي ردمتها السيول. *وردة: من يفعل الخير لا يعدم جوازيه فلن يضيع الخير عند الله والناس