العشوائيات جمع مفرد ، وتعني التصرف على غير علم أو بصيرة أو السير علي غير هُدىً ، والحديث عن العشوائيات الذي يتناقله أفراد المجتمع في وقتنا الحاضر لا يقتصر في مضمونه فقط على المناطق التي أقيمت بها المساكن بشكل غير منظم ، فهي زاوية من أحد زوايا العشوائية المتعددة الوجوه ، وتحتضن العشوائية جله من الأمور المختلفة التي يتم التعامل بها في حياتنا اليومية بشكل عام ، وهي تُعَد نوعاً من أنواع الإهمال واللامبالاة الذي يهدر طاقات الإنسان دون جدوى إيجابية مستقبلية ، وحالة من الفوضى والاختلال ، الأمر الذي يعني وجود إشكالية بين أفراد المجتمع تتحول مع مرور الأيام إلى حالة مجتمعية ، وبالتالي تؤثر بشكل سلبي على الأداء العام أمام الآخرين ، ويعتبر الوقت من أوائل الأمور التي ينبغي عدم التعامل معه بعشوائية مطلقة ، ومن ثم تتوالى الأمور العشوائية الأخرى ، والتي تختلف من شخص لآخر حسب طبيعتها في التعامل الشخصي ، ومن تلك العشوائيات على سبيل المثال لا الحصر ، والتي تعتبر من أهم القواعد التي تقوم عليها معظم العشوائيات عشوائية الثقافة والفكر ، فالشخص المثقف ثقافة عالية منظمة تكون حياته منضبطة صحيحة خالية من السلبيات التي تؤثر عليه وعلى مجتمعه ، وتجده ذا فكر بناء هادف ، فكل تصرف يأتي به الإنسان يسبقه تفكير ، فالفكر المنظم المدروس هو الذي يبني العقل ويجعله يستقيم على الطريق الصحيح ، والعكس صحيح ويلمسه الجميع من خلال المشاريع التي تقام على أرض الواقع ، فمنها يدرك الفرد أن القائمين بالإشراف على تلك المشاريع يتمتعون بثقافة فكرية عشوائية باهرة ينتج عنها نجاح نسبي بسيط لتلك المشاريع التي صرفت عليها الدولة مليارات الريالات ، فالعشوائية حالة عامة لكل الأمور التي تفتقد الثقافة المنظمة والتعليم الراقي والفكر النير والمصداقية ، والتي تعتبر في جملتها المدخل الرئيسي للقضاء عليها ، والنهوض بالمجتمع والبلاد إلى عالم التقدم والازدهار . همسه : ترى العين كل شئ إلا ذاتها . ومن أصدق من الله قيلاً { فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } .