الرجال العظماء الاخيار يبقون في ذاكرة التاريخ حتى بعد رحيلهم. تبقى اعمالهم الصالحة وذكراهم الطيبة راسخة في الاذهان. والملك خالد رحمه الله وأسكنه فسيح جناته احد القادة العظماء الذين لا تزال ذكراهم عبق يعطر المجالس ومن توفيق الله له ولأبنائه وبناته انشاؤهم مؤسسة تحمل اسمه، وتخلد ذكره. وتواصل المسيرة في اعماله المباركة في خدمة دينه ووطنه وابناء وطنه وتسلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله في مثل هذا اليوم من الأسبوع الماضي جائزة الملك خالد للانجاز الوطني في دورتها الاولى. تشرف بتقديمها للملك المفدى حفظه الله امير منطقة عسير رئيس هيئة جائزة الملك خالد الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز خلال استقبال الملك المفدى له ولأعضاء هيئة الجائزة وأمينها العام. وجائزة الملك خالد في بناء الإنسان وتنمية المجتمع وهذا ما كان يحرص عليه رحمه الله فقد أشار الدكتور عبدالرحمن القحطاني في الزميلة الجزيرة بتاريخ 2 محرم 1431ه إلى ما قاله الملك خالد تغمده الله بواسع رحمته ورضوانه: فلتكن ايامنا كلها اياما نزيد فيها العطاء ونخلص الجهود لبناء الإنسان والمجتمع. كلمات الملك خالد لها مدلولاتها العميقة ويسجل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد كلمة عظيمة في إنسان عظيم في عنوان خالد في كتاب الأستاذ احمد الدعجاني بعنوان: خالد بن عبدالعزيز سيرة ملك ونهضة مملكة يقول سمو الأمير سلطان حفظه الله في وصف صفات الملك خالد رحمه الله الجليلة ومنها: الديانة القويمة، والتواضع الجم، والأدب العالي، والخلق الحسن، والصدق في الحديث، والرحمة بعباد الله، والشفقة على الضعفاء، ونصرة المظلوم واعانة دعاة هذا الدين في كل مكان والاهتمام بأحوال الجميع والرغبة في الوقوف على أحوال المواطنين مع القناعة وصدق التوكل على الله. خادم الحرمين الشريفين والدعم الكبير للتعليم العالي وتحدث صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير رئيس هيئة الجائزة عن ان استحقاق خادم الحرمين الشريفين للجائزة الارفع في الخدمة الاجتماعية وتحديدا في مجال التعليم العالي يعد تحديا لمجلس الجائزة في السنوات المقبلة. واعتبر ان فوز الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالجائزة استحقاق طبيعي نظرا لما قدمه من دعم كبير للتعليم العالي وهو نتيجة متوقعة لجهوده الكبيرة في مجال التعليم العالي. تلك الجهود التي قفزت بالمملكة قفزة كبيرة في مدة وجيزة غيرت معها خريطة البلاد المعرفية بتأسيس عدد كبير من الجامعات التي نشرها خادم الحرمين الشريفين بوعي وحكمة على مناطق المملكة بتبني سياسة توطين التعليم العالي ليكون متاحا للجميع. مضيفا ان قرارات خادم الحرمين الشريفين دائما ما تركز على دعم التعليم العالي ودعم مشروعاته حتى تجاوز مقدارها ما أمر خادم الحرمين الشريفين بإنفاقه على هذا القطاع اكثر من ربع الانفاق الحكومي خلال السنوات الثلاث الماضية، وهذا المقدار الكبير ليؤكد حكمة القرار وسمو الرؤية المدفوعة بالايمان الكامل بأن النهضة بالتعليم والارتقاء ببرامجه هي جسر العبور نحو التطور والنضج المعرفي والحضاري. وأكد رئيس هيئة الجائزة ان الفترة المقبلة من عمر الجائزة ستشهد تطورات مهمة في مسيرتها اذ سيكون للمرأة نصيب وافر. مؤكدا ان الجائزة التي تعد الأرفع محليا ستحدث حراكاً في المجتمع نظرا لأهميتها وقيمتها التي تستمدها. من جلاله الملك خالد رحمه الله. كما تحدث الاستاذ المهندس عبدالكريم الحنيني وكيل امارة منطقة عسيرة عن جائزة الملك خالد رحمه الله لمنجز الملك عبدالله في ميدان التعليم العالي للتطور المذهل في مجال التعليم العالي وتضاعف عدد الجامعات من ثماني جامعات الى "24" جامعة حكومية بالاضافة الى تسع جامعات اهلية. كما تم افتتاح العديد من الكليات والأقسام في الجامعات السابقة. كما تم تطوير المراكز البحثية بالجامعات بالاضافة الى ابتعاث سبعين الف طالب ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين وايضا زيادة وتطوير الخدمات الطبية التي تقدمها المستشفيات الجامعية التابعة لكليات الطب التي تساعد مستشفيات وزارة الصحة والجهات الأخرى لتقديم الخدمات الصحية للمواطنين والمقيمين، رحم الله الملك خالد رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجعل ما قدم من انجازات للوطن والمواطن في ميزان حسناته.