تحتفي جامعة الملك عبد العزيز هذا اليوم السبت، وبحضور معالي وزير التعليم العالي، بإنجاز من إنجازاتها المتألقة، ألا وهو حصول كلية الهندسة على الاعتماد الأكاديمي العالمي لتخصصاتها الاثني عشر من هيئة ABET لتكون أول كلية هندسة في المملكة تحقق بفخر هذا الإنجاز. فما هو الاعتماد؟ إنه برهان على جودة التعليم. تاريخياً، بدأ مجلس المهندسين للتطوير المهني، وهو اتحاد لعدد من الجمعيات الهندسية الأمريكية، منذ منتصف ثلاثينيات القرن الماضي بمراجعة برامج كليات الهندسة في أمريكا للتأكد من جودتها وصلاحيتها لتخريج مهندسين جيدين. وسنة 1980م تغير اسم المجلس ليصبح هيئة الاعتماد الأكاديمي لبرامج الهندسة والتقنية ABET، وبدأت الهيئة نشاطها الدولي في اعتماد برامج كليات الهندسة خارج أمريكا. والاعتماد Accreditation لا يقوم بتصنيف الجامعات Ranking، إنما هو تأكيد على أن البرنامج الدراسي يحقق معايير جودة التعليم المطلوبة في سوق العمل، بينما التصنيف يعتمد على معايير ليس فيها جودة التعليم. وحيث إن هيئة ABET هي في الأصل اتحاد لجمعيات هندسية، فإن هذه الجمعيات هي التي تعرف معايير جودة التعليم الهندسي. والاعتماد الأكاديمي مهم للطالب ولجهات التوظيف. فالطالب الذي يسعى لوظيفة مرموقة عليه أن يدرس في قسم تم اعتماد برنامجه. وجهات التوظيف التي ترغب في مهندسين جيدين توظف خريجي البرامج المعتمدة. والبرامج الدراسية المعتمدة لابد لها من التطوير الدائم، لأن الاعتماد ليس أبدياً إنما يتكرر دورياً. إنه مثل استمارة السيارة التي لا تُجدد صلاحيتها إلا بعد الفحص الدوري. وحصول كلية الهندسة على الاعتماد الأكاديمي لم يكن مشوار يوم وليلة. إنه مشوار سنوات من التطوير والعمل الدؤوب. فقد سبق للكلية أن حصلت على الاعتماد الأكاديمي سنة 2002م، لكن في تلك الفترة كانت الهيئة تعطي نوعين من الاعتماد، أولهما كامل، وهو لكليات الهندسة الأمريكية، والثاني اعتماد مكافئ، وهو لكليات الهندسة غير الأمريكية، وقد حصلت على المكافئ بعض كليات الهندسة العربية والخليجية والسعودية. لكن هيئة الاعتماد انتقلت إلى الاعتماد الكامل للجميع، ومن هنا كانت كلية الهندسة بجامعة الملك عبد العزيز الأولى على مستوى المملكة التي تحصل عليه بعد تطوير استمر سنوات. وكما قلت، فالاعتماد الحالي ليس أبدياً، وإنما على الكلية أن تستمر في التطوير استعداداً للحصول عليه بعد ست سنوات. والاعتماد له خطوات طويلة، تبدؤها الكلية بنفسها بدراسة برامجها ومطابقتها مع المعايير المطلوبة. حتى إذا اطمأنت إلى مستواها تتقدم بطلبها لهيئة الاعتماد لتحدد توقيت زيارة فريق التقويم الذي سترسله لزيارتها. وفي الزيارة يقوم الفريق بمراجعة المناهج ومشروعات الطلاب والواجبات والاختبارات، ويعمل مقابلات مع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والإداريين، ويزور المختبرات والمكتبة وباقي المرافق، للتأكد من تحقيق معايير الاعتماد. وعلى الكلية أن تنتظر الموعد الرسمي لإعلان نتيجة الاعتماد، الذي يتم مرة في العام. وأخيراً فإن كليات أخرى في جامعة الملك عبد العزيز حصلت على الاعتماد الأكاديمي من هيئات تناسب تخصصاتها، وباقي الكليات في طريقها للحصول عليه.